في العاقبية.. «فرح» قامت بنزهتها الأخيرة.. و«ماهر» لم يهنأ بمولوده الأول

وكأنه لا تكفيهم المعاناة التي تلازمهم منذ خروجهم قسراً نازحين بفعل الحرب في بلادهم، حتى تلاحقهم في أماكن نزوحهم وتضيف إلى معاناتهم مآسٍ وآلاماً لا تنتهي.

في غفلة من الأهل، قررت فرح، ابنة السبعة أعوام، ان تتمشى على حافة مجرى مائي هادر السيول الناجمة عن العاصفة لتراقب كما اعتادت دائماً تدفق المياه رغم إحاطته بأسلاك تمنع الوصول إلى تلك الحافة، إلا أنها لم تكن تدرك أن خطوتها التالية خلف تلك الأسلاك ستكون الأخيرة التي تخطوها في هذه الحياة وأن السيول المتدفقة التي أغرتها للاقتراب، هي نفسها التي غدرت بها عندما أفرغت التربة تحت قديمها فانزلقت فرح صارخة بصوت مخنوق بلغ مسامع شقيقها الأكبر ماهر (21 سنة) الذي كان يستقبل مولوده الأول في منزله القريب من المكان، فسارع قافزاً فوق السياج لإنقاذ شقيقته. لكن التيار المائي الذي شكلته السيول كان أقوى فجرفهما معاً إلى حيث لقيا مصيراً واحداً، لافظين أنفاسهما الأخيرة غرقاً.

هي مأساة مزدوجة حملتها العاصفة ميريام التي تضرب لبنان إلى عائلة السوري عبد الرزاق العزو بعدما جرفت السيول ولديهم داخل مجرى قناة مائية تصب في البحر في منطقة الزهراني.

وكانت السيول ادت إلى طوفان عبّارة مائية تمر قرب تجمع للنازحين السوريين في محلة العاقبية خلف شركة الكهرباء، وجرفت بطريقها الفتاة السورية فرح عبد الرزاق العزو (7 سنوات) باتجاه البحر، ولما حاول شقيقها ماهر (21 عاماً) إنقاذها جرفته معها.

وحضر إلى المكان عناصر من الجيش اللبناني ومفرزة شواطئ الجنوب في قوى الأمن الداخلي وفصيلة درك عدلون والأمن العام وأمن الدولة وفرق من وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني ومن مركزه في الصرفند ومن اتحاد بلدات ساحل الزهراني وكشافة الرسالة الإسلامية وبوشرت عمليات البحث عن الشقيقين، حيث تم بداية العثور على فرح جثة هامدة بعدما جرفتها السيول إلى داخل البساتين الواقعة على شاطئ البحر، فيما استمرت عمليات البحث عن شقيقها ماهر حتى ساعات المساء.