تفاصيل سقوط عميلين للموساد في قبضة الجيش

كتبتفي صحيفة "الديار":
(...)مطلع الاسبوع، اعلن الجيش اللبناني عن توقيف المدعو حسين أحمد بتو في منطقة شرحبيل بمدينة صيدا، والذي قام بعمليات الاستطلاع والرصد قبل تنفيذ عملية التفجير، وجاء في المعلومات الاولية ان الموقوف اعترف بارتباطه بجهاز «الموساد» الاسرائيلي منذ العام 2014، وكان التقى مشغليه خارج لبنان، وتسلم أعتدة وأجهزة إلكترونية خاصة بالرصد والتواصل، وانه كُلِّف مهمة رصد القيادي في «حماس» محمد حمدان اعتبارا من صيف 2017، وأنه قام بتحديد مكان إقامته ورصد جميع تحركاته ونقل المعلومات إلى مشغليه، ليصار إلى تنفيذ عملية التفجير من قبل مجموعة أخرى تم تحديدها بعد عملية التفجير المذكورة.

«جمع شمل» جاسوسين من افراد الشبكة

وبعد ايام اسابيع قليلة على عملية التفجير، تمكن فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي من احضار متورط ثان في العملية من تركيا، بعد ان غادر لبنان في اليوم التالي من العملية، وحصل على اعترافات دقيقة حول تعامله مع الاستخبارات الصهيونية منذ اكثر من خمس سنوات، وتفاصيل العملية واشتراك ضباط اسرائيليين فيها، وانه قام بمراقبة مسؤول «حماس» على مدى سبعة اشهر سبقت عملية التنفيذ، بالرغم من نقل مكان اقامته من منزل الى آخر، فالعميل المُستعاد رسميا من تركيا، تؤكد المعلومات التي تم تداولها في اوساط امنية انه عنصر اساسي في عملية التفجير، حيث تولى المراقبة القريبة لمسؤول «حماس» المستهدف، بعد ان استأجر مستودعا ووضع فيه بضائع اشتراها من محلات تجارية في صيدا، للتمويه على عمله ووجهة استخدام المستودع «التجارية»!.

ووفق معطيات تحدثت عنها التحقيقات الاولية التي جرت في حينه، فان افراد الشبكة الاسرائيلية التي نفذت العملية، «انتشرت» داخل لبنان وخارجه، لكن التحقيقات والمتابعات استمرت وبوتيرة عالية، بالرغم مما اعترف به المتورط الموقوف، من انه، وبعد تنفيذ عملية التفجير بتسعة ايام، تلقى امرا من «الموساد» بمغادرة لبنان، فنفذ الامر ومكث في الخارج مدة ثلاثة اشهر، ليعود الى لبنان بناء لطلب «الموساد» الذي زوده بمعدات واجهزة الكترونية مخصصة للمراسلة معه، وقد ضبطها الجيش اللبناني خلال مداهمة منزله، وكان لبنان قد تسلم من السلطات التركية شخصا اكدت التحقيقات الرسمية التي اجرتها الاجهزة الامنية اللبنانية، تورطه في عملية التفجير لاغتيال حمدان، وهو ادلى باعترافات تثبت انه مكلف من قبل استخبارات العدو.

وكانت التقارير الاولية التي تناولت الانفجار تحدثت، وبالاستناد الى معطيات امنية توفرت لدى بعض الاجهزة الامنية اللبنانية، عن ان ضابطين اسرائيليَين شاركا في تنفيذ عملية التفجير، بالاستناد الى تقديرات عن ان الاسرائيليين لا يكتفون في مثل هذا النوع من العمليات بعملاء محليين، وربطت اوساط امنية بين عملية التفجير وحركة سفر لمشتبه فيهم غادروا لبنان، اثر العملية، بجوازات سفر جورجية (سيدة)، وسويدية وعراقية.

«السيدة الجورجية»... عاينت السيارة ووضعت العبوة الناسفة

احد ابرز افراد الشبكة الاسرائيلية الموقوف (م.ب)، ووفق المعلومات التي خرجت من اروقة التحقيقات، هو عنصر اساسي في الشبكة، وهو كلفه مشغلوه الاسرائيليون مرافقة امرأة الى بيروت، لزرع العبوة التي الصِقَت في اسفل السيارة لجهة السائق، وحصل ذلك قبل يومين من الانفجار، وقد تناول جيران القيادي في «حماس» الذي استهدف في الانفجار، ان احد سكان المبنى حضر من السفر فجرا، وصادف خلال ركن سيارته في موقف المبنى رجلا وسيدة، فتذرع (م) بالعمل في المستودع كحجة لوجوده في المرآب، مستعينا بذكر اسم الناطور ومالك المستودع الذي استأجره منه، ليطمئن الجار على الوضع ويصعد الى منزله.

ورجحت اوساط ان رواية الجار وتواجده في لحظة وجود (م) والسيدة التي ترافقه، قد تكون سبب تأجيل عملية التفجير الى ليل السبت ـ الاحد 13/14 كانون الثاني 2018، حيث كان (م) و«مرافقته» الى المكان نفسه، وقامت السيدة بوضع العبوة الناسفة وتغادر مع (م) الى بيروت ومن ثم الى الخارج عبر مطار بيروت الى قطر ثم الى وجهة غير محددة، وبعد مراقبة دقيقة للسيارة المتوقفة في المرآب، والتي وضعت في اسفلها العبوة الناسفة، حضر «الهدف» وتوجه نحو سيارته، وبحسب تقديرات امنية، فان نجاة المستهدف من الانفجار، تعود الى انه ادار محرك السيارة من النافذة ومن دون الدخول اليها، فيما فجر الجاسوسان العبوة، ظنا منهما ان حمدان اصبح داخل السيارة.

محاولة اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمد حمدان، قبل عام، شكلت واحدة من ابرز العمليات الفاشلة التي تخطط لتنفيذها استخبارات العدو، فيما اضاف الجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية انجازا امنيا هاما، وعلامة مضيئة في مسيرة ملاحقة وكشف شبكات التجسس الاسرائيلية التي تعمل داخل لبنان، وكانت صيدا ساحة بارزة من ساحات الاستهداف الامني الاسرائيلي، ومن ضمن بنك اهداف «الموساد»... لاغتيال قياديي المقاومة.

للمتابعة من المصدر: (محمود زيات - الديار)