جريمة على أوتستراد خلدة.. والدولة تتفرج

احتجز آلاف المواطنين، بينهم تلامذة وطلاب جامعات وموظفون وعسكريون متوجهون لخدمتهم، وأصحاب حاجات، ومسافرون متوجهون إلى المطار، ومرضى متوجهون للمستشفيات وغيرهم كثير كثير، أثناء توجههم صباح اليوم على اوتوستراد خلدة باتجاه بيروت، وامتدت أرتال السيارات رجوعاً حتى الدامور محولة هذه الكيلومترات إلى معتقل كبير.. والسبب أن "عصابة" من سائقي الشاحنات (وعددها 15 شاحنة كبيرة تحديداً) قررت الاعتراض عبر توقيف الشاحنات بشكل قطع معظم الاوتستراد وأعاق حركة المرور.

وتسببت جريمة العصابة باحتجاز الآلاف لأوقات طويلة، راوحت بين ساعتين وثلاث ساعات، وتعطيل مصالحهم وحرق أعصابهم، ونتج عنها تأخّر مئات الطلاب عن جامعاتهم، ومئات الموظفين عن دواماتهم، ومثلهم مسافرون وعسكريون..الخ.
وبالرغم من حضور عدد من عناصر قوى الأمن إلى مكان الكمين الصباحي الذي نصبته العصابة، إلا أن ذلك لم يخفف من آثار الجريمة التي أمعن مرتكبوها بالتباهي بها على مرآى ومسمع المارين الذين تجرعوا ذلّ الانتظار وحرق الأعصاب وسط غياب تام لأي شرح أو تفسير من أي جهة رسمية.

ما حصل يطرح للمرة المليون إشكالية الحريات وحدودها، والخلط المشبوه بين حق التعبير عن الرأي وعدم جواز الإضرار بالمواطنين، وتلكؤ قوى الأمن، والجيش إن لزم، في التعامل مع ظواهر الإضرار بالمجال العام.