وظيفة براتب 1400 دولار على قطار الساحل.. ينطلق من مفرق العبّاسية

كتبت صفاء عياد في صحيفة "المدن" تحت عنوان "قطار الساحل "ينطلق" من مفرق العبّاسية!": "بدأ الأمر بإعلان عن تدريب وتوظيف لمحطة قطار مفرق العباسية، في مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك. وفيه أن المحطة فتحت باب التسجيل في برنامج تدريب "فني تشغيل خطوط حديدية"، الذي يؤهل منتسبيه للتوظيف في المحطة نفسها. أما أبرز الشروط فهي:


أن يكون مقدم الطلب لبناني الجنسية، وحاصلاً على شهادة الثانوية العامة، بمعدل لا يقل عن 12/20.


أن لا يقل العمر عن 18 سنة، ولا يزيد عن 25 عاماً. وأن يكون المتقدم للطلب لائقاً طبياً، مع ضرورة اجتياز إختبار القبول والمقابلة الشخصية.


مدة برنامج التدريب ستة أشهر، ومكافأة شهرية خلال فترة التدريب 1000 دولار أميركي، ويتم التوظيف بمسمى "فني تشغيل خطوط حديدية"، بعد اجتياز التدريب بنجاح. وسيكون الراتب الشهري 1400 دولار أميركي شهرياً.


ما أن ظهر هذا الإعلان في الموقع الالكتروني، حتى تهافتت طلبات التسجيل عليه.


لم يُخيل لإحدهم أن يكون الأمر مجرد "مزحة انتقادية إفتراضية"، أطلقها أحد شبان مدينة صور. فقد أسس الشاب حسين عباس، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، عنوانها "محطة مفرق العباسية مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك". تنقل نشاطات وفيديوهات، يخيل للناظر أنها فعلاً في لبنان، وعند مفرق بلدة العباسية، مدخل صور الشمالي تحديداً.


الصفحة أنشأها حسين عباس "المنتفض على سياسة الاستخفاف التي تتبعها الدولة اللبنانية تجاه المواطنين"، وفق ما يقول في حديثه لا سيما مع الإعلان مؤخراً عن نقل موظفة من مستشفى رفيق الحريري إلى مصلحة سكة الحديد، وكذلك مشهد رئيس مصلحة السكك الحديد، وهو يجول على طول خط السكة المهترئة، منعاً أو لنزع التعديات عنها. فهذه أخبار، برأيه، تستخف بعقول المواطنين، الذين باتوا عاجزين عن المطالبة بأدنى حقوقهم.


الفكرة بدأها عباس، نتيجة مشاهدته اليومية للطلاب والموظفين، المكدسين في الباصات وسيارات الأجرة، للإلتحاق بعملهم وجامعاتهم في بيروت. وقبلها تجربته اليومية بالتنقل من صور إلى بيروت، حين كان على مقاعد الدراسة، وكان يتكبد يومياً مبلغ 16 ألف ليرة، عدا أنه كان يصل متأخراً على حصصه الدراسية، نتيجة أزمة السير اليومية، التي تشهدها العاصمة بيروت.


يتساءل عباس: "متى تقرر الدولة اللبنانية أن تواكب التطور، وتحل أزمات السير والمعاناة اليومية على الطرقات. أقله، عليها أن تنشأ خط قطار ساحلي، ومن بعدها التفكير بسبل تفعيل قطاع النقل العام في المناطق كافة". ويضيف: "طالما هناك مصلحة مخصصة لسكة الحديد ولها موازنة سنوية، علينا معرفة كيفية إدارة هذه المؤسسة وأين تذهب أموالها وميزانيتها".


الصفحة التي مضى أسبوع على إنشائها، سَخّرَ حسين خبرته في مجال الإعلام، مقدماً فيديوهات ساخرة عن تعديات على مصلحة السكك الحديدية، ومشاهد لصور يافطات علقت على مداخل صور تشكر محطة قطار العباسية على جهودها.


يأسف حسين، لكمية الطلبات التي وصلته، حين أعلن عن وظائف شاغرة في المحطة: "على قلة فرص العمل، لم يعد ينتبه العاطلون عن العمل إلى تفاصيل الوظائف، فقط يريدون أن يكونوا منتجين اقتصادياً واجتماعياً".


ومن المقرر، أن يعقد حسين مؤتمراً صحافياً أوائل الشهر المقبل، للحديث عن فكرته متأملاً "أن تأتي السخرية بالنعمة على اللبنانيين، وأن نستفيق هذا العام على خبر ببدء تشغيل سكة القطار على طول الساحل. اللبناني".