جريمة قتل اللبناني يوسف كما لم تُروَ: اتصل بأمه قبل ساعات.. وهكذا لفظ أنفاسه الأخيرة

خصصت صحيفة "ديلي مايل" غلافها لجريمة قتل الشاب اللبناني المغترب يوسف مكي (17 عاماً) الذي لقي حتفه بطعنات سكين في قرية غنية قرب مانشستر أثناء زيارته لصديق السبت الفائت.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ مكي كان تلميذاً متفوقاً ومتقد الذكاء ومحبوباً بين زملائه، مشيرةً إلى أنّه حصل بسن الـ11 عاماً على منحة لمتابعة دراسته في "Manchester Grammar"، إحدى أهم المدارس الخاصة الصارمة في المملكة المتحدة.

وتابعت الصحيفة بأنّ مكي، الذي لم يكن شاباً عادياً بشهادة رفاقه الذين كانوا يلقبونه بالدون اللبناني، تلقى دعوة من أحدهم لزيارته يوم السبت في قرية هايل بارنز، مبينةً أنّه توجه إلى القرية يوم الجمعة وتعرّض للطعن قبل الساعة السادسة والنصف من مساء السبت خلال عودته إلى منزله في اليوم التالي.

وكشفت الصحيفة أنّ بول هيوز، مرافق نجم كرة القدم ديفيد بيكهام السابق، كان أول الحاضرين إلى مسرح الجريمة (قبل الإسعاف)، إذ نقلت عنه قوله: "مددنا يوسف على الأرض وحاولنا جعله مرتاحاً بقدر المستطاع، وحاولنا فعل ما بوسعنا من أجله ولكن لم يكن ذلك كافياً. فلا من بد من أنّ السكين اخترق قلبه أو رئتيه مباشرة".

وأوضحت الصحيفة أنّه تم نقل مكي إلى المستشفى، إلاّ أنّه لفظ أنفاسه الأخيرة، لافتةً إلى أنّ الشرطة تتحدّث عن غياب الأدلة التي تشير إلى أنّ الاعتداء مرتبط بجريمة منظمة أو بعصابات ما.

وأضافت الصحيفة بأنّه تم توقيف شابين اثنين من سكان المنطقة للاشتباه بضلوعهما بالجريمة، مستدركةً بأنّهما ينحدران من عائلتيْن مرموقتين تنتميان إلى الطبقة الوسطى.

وتابعت الصحيفة بأنّ مكي انخرط في شجار حامٍ مع شابيْن في طريق عودته إلى منزله مساء السبت، مبينةً أنّ أسباب الخلاف ما زالت مجهولة.

بدوره، روى هيوز أنّه صادف الشبان الثلاثة في طريقه، مشيراً إلى أنّهم كانوا مذعورين، وكاشفاً أنّ قميص أحدهم كان مغطى بالدماء. وعن مكي، قال هيوز إنّه تلقى طعنة في الصدر وعثر عليه نصف ممد على الطريق، لافتاً إلى أنّ الشابين الآخرين كانا يحاولان الاتصال بأهله. ولفت هيوز إلى أنّه التقى والدي يوسف المنهارين، موضحاً أنّهما شكراه لأنّه وقف إلى جانب ابنهما في لحظات الأخيرة. من ناحيتها، أكّدت امرأة تعيش في الجهة المقابلة لمسرح الجريمة أنّها شاهدت والد مكي يبكي ومنهاراً، قائلةً: "أحضرت له كرسياً وعبوة من المياه الساخنة".

توازياً، أوضحت الصحيفة أنّ عائلة مكي (والده غالب ووالدته ديبورا (بريطانية) وشقيقه مازن (15 عاماً) أصدرت بياناً وصفت فيه يوسف بالابن والأخ المحب والرياضي والتلميذ المتفاني واللامع جداً الذي كان يرغب في أن يصبح جراح قلب. كما كشفت العائلة أنّ يوسف اتصل بالأم قبل ساعات ليبلغها بأنّه سيأتي لاحتساء الشاي.

في ما يتعلق بأصدقاء مكي، قالت الصحيفة إنّ العشرات توافدوا إلى مسرح الجريمة، حيث وضعوا باقات من الورود ورسائل دوّنت عليها عبارات مؤثرة مثل: "مكي، نحبك يا صاح! من هنري وجو وجيكوب قبلاتنا".