هذه حقيقة الـ 11 سفينة في قاع بحر صور!

هذه حقيقة الـ 11 سفينة في قاع بحر صور!



ضجّت وسائل التواصل الإجتماعي بخبر إعلان نقيب الغواصين المحترفين في لبنان مدير معهد صيدون للغوص محمد السارجي في بيان يشير فيه إلى اكتشاف بقايا 11 سفينة تعود للحقبة اليونانية غارقة على مقربة من بعضها البعض جنوب مدينة صور وعلى عمق 35 مترا تحت سطح الماء، فيما استبعد مدير عام الآثار في وزارة الثقافة سركيس خوري أن يكون الأمر صحيحاً وقد تحفظ عن إعطاء معلومات دقيقة قبل الكشف عن الموقع، قائلاً أن المديرية العامة للآثار لم تبلغ بهذه الواقعة.

ولمعرفة حقيقة هذا الإكتشاف، تواصل موقع صوت الفرح مع مدير المواقع الأثرية في الجنوب الدكتور علي بدوي الذي لفت بداية الى مخالفة الأصول القانونية في البحث وإعطاء المعلومات لوسائل الإعلام قبل التبليغ للجهات المعنية خلال المهلة المحددة بـ 24 ساعة للتأكد من الأمر.

بعدها أشار الى وجود تفسير خاطىء  ورد في الإعلام حول اكتشاف السفن المحملة بالأحجار والفخار والتي تم تفسير وجودها بأنها اشتركت في حصار صور وقيامها بنقل هذه الحجارة والفخار لبناء الطريق التي قام الاسكندر ببنائها للوصول الى صور، لافتاً الى أن التقنيات التي استخدمها الإسكندر المقدوني للدخول الى صور تتناقض مع ما ورد، فهو عمل على إيصال الحجارة عبر ممر قام بتدعيم جانبيه بجذوع الخشب وقام بملئه بالأحجار والأتربة من البر الصوري وهو ما وثّقه المؤرخان آريين وديودور الصقلي في كتاباتهم حول عملية نقل الحجارة من اليابسة الى الردم حتى وصل الى حدود جزيرة صور.

وتحدث عن تاريخ الملاحة في صور حيث اشتهرت بسيدة البحار لـ 3000 عام ما بين عام 2000 قبل الميلاد حتى حوالي العام 1000 ميلادي، وقد شهدت الكثير من المعارك وتدمير الأساطيل حول المدينة خلال حصارات الآشوريين والبابليين واليونانيين وقد غرق الكثير من هذه السفن ولكن يصعب الجزم بعددها.

وتابع أن ما قيل حول الحجارة والفخار المرتبطة بعميلة حصار صور غير حقيقية ولا تتناسب مع المعطيات التاريخية المثبتة ولا أساس لها من الصحة.

ولفت الى أن البحر اللبناني بشكل عام كبير وغير محمي وهناك الكثير من المواقع البحرية التي يصعب الوصول إليها وفي مدينة صور هناك مواقع يتم التحفظ عليها حالياً ولكن قريباً سيكون هناك عملية مسح كبيرة لها ليتم لاحقاً تنظيم عملية زيارتها وتطوير قوانين لحماية المخزون الضخم للتراث الصوري في عمق البحر.

وختم أن الصور المحدودة التي تم التقاطها لا تدل على شيء فهذا المشهد يتردد في كثير من الأماكن في منطقة صور مثل رأس العين والرشيدية ومنطقة القاسمية التي كانت تسمى بالفواخير كما يسميها صيادو صور لكثرة الفخار الموجود فيها، لذلك اعتبر بدوي أن هذه الضجة الإعلامية لا داعي لها فلا معلومات واضحة والتعداد للسفن غير صحيح كما التفسير العلمي لهذا الإكتشاف الذي هو بصدد التحقيق للتأكد من الأمر وفقاً لقرار وزير الثقافة الدكتور محمد داوود، فيما ستتم معالجة المخالفات القانونية وفق الأصول.
 
 

يلفت موقع صوت الفرح إلى أنه ليس مسؤولاً عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على إحترام الأصول واللياقات في التعبير، ويحتفظ بعدم نشر أي تعليق يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.