لهذه الأسباب أعيد تفعيل 'هيئة العمل الفلسطيني المشترك' في لبنان !



بعد تعليق اجتماعاتها طيلة أكثر من ثمانية أشهر بفعل خلافات بين بعض مكوناتها، عادت «هيئة العمل الفلسطيني المشترَك» للإنعقاد من جديد في خطوة تهدف لتفعيل هذا الإطار المركزي الموحد لكافة القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان وتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية ولا سيما قضية اللاجئين في ظل ما يتهددها من مخاطر تطل برأسها حاليا من خلال صفقة القرن . فالتأمت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في سفارة دولة فلسطين وبمشاركة ممثلين عن مختلف فصائل منظمة التحرير والتحالف الفلسطيني والقوى الاسلامية وانصار الله .

وكان هذا الاطار الفلسطيني المشترك الذي حمل بداية اسم " القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة في لبنان" اعيد تفعيله في ايلول من العام 2018 تحت اسم " هيئة العمل الفلسطيني المشترك " بمبادرة ورعاية من رئيس مجلس النواب نبيه بري وذلك بعد اشهر على تعليق اجتماعات القيادة السياسية وقرار حركة فتح آنذاك تعليق العمل بالأطر الفلسطينية الموحدة نتيجة خلافها مع حماس .

ووقعت الفصائل حينها وبرعاية الرئيس بري «وثيقة الوحدة الوطنية على الساحة اللبنانية» والتي نصت على تحييد الساحة الفلسطينية في لبنان عن أي خلافات وتجاذبات وتفعيل صيغة العمل المشترك الفلسطيني من خلال إطار واحد أطلق عليه اسم «هيئة العمل الفلسطيني المشترك. وجاء توقيع هذه الوثيقة واعادة تفعيل هذا الاطار الفلسطيني الموحد انذاك نتيجة الاستشعار بخطر محدق بالقضية الفلسطينيّة تمثل بسلسلة من القرارات والخطوات الاميركية ومنها الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الاميركية اليها ومحاولتها اضعاف وانهاء عمل وكالة "الاونروا" من خلال وقف المساعدات المالية بالكامل، بما يعني ذلك استهداف لقضية اللاجئين .

واليوم ووفق مصادر فلسطينية مطلعة يعاد احياء وتفعيل هذا الاطار الموحد في اعقاب تعاظم تلك الأخطار مضافا اليها هذه المرة خطر اكبر يتمثل بصفقة القرن التي يرى فيها اللاجئون الفلسطينيون مؤامرة تستهدف نسف قضيتهم من أساسها عبر توطينهم في أماكن تواجدهم مقابل امتيازات اقتصادية تمنح للدول المضيفة وهو ما رفضه ويرفضه لبنان ولاجئوه في آن. لكنه بالمقابل - بحسب هذه المصادر- يتطلب ان يضع كافة الأفرقاء الفلسطينيين خلافاتهم جانبا ويعملوا على تحصين اكبر للموقف الفلسطيني الموحد الرافض لهذه الصفقة ومندرجاتها الى جانب الحاجة الماسة لهذا الاطار المشترك لمتابعة اوضاع المخيمات واللاجئين في لبنان.

شارك في الاجتماع سفير فلسطين اشرف دبور ، وحضره : عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية : امين سر قيادة الساحة الللبنانية فتحي ابو العردات ( فتح ) ، صلاح اليوسف ( جبهة التحرير ) ، علي فيصل ( الجبهة الديمقراطية )، غسان ايوب ( حزب الشعب ) ، ابو جابر لوباني ( الجبهة الشعبية ) ، حسين رميلي ( جبهة التحرير العربية ) ، تامر عزيز ( جبهة النضال ) ومصطفى مراد ( حزب فدا ) .

وعن تحالف القوى الفلسطينية : امين سره ابو حسن ( الصاعقة ) ، احمد عبد الهادي ( حماس) ، احسان عطايا ( الجهاد)، رفيق رميض (فتح الانتفاضة ) .

وعن القوى الاسلامية : الشيخ جمال خطاب ( الحركة الاسلامية المجاهدة ) والشيخ ابو الشريف عقل ( عصبة الأنصار .

وعن أنصار الله : ماهر عويد .

مسؤول فصيل فلسطيني بارز شارك في الاجتماع أبلغ "مستقبل ويب" إن الأجواء كانت ممتازة وانه تم الاتفاق ضمناً على ضرورة الافادة من التجارب السابقة نتيجة تعطل هذا الاطار الموحد والعمل على ان لا يتكرر هذا التعطيل وان تكون هناك استدامة مع توحيد للموقف الفلسطيني في لبنان .

ووفق المسؤول نفسه، فان الذي فرض اعادة احياء وتفعيل هذا الاطار الفلسطيني الموحد هو الحاجة الماسة له في هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية التي تمر بها القضية الفلسطينية ولمواجهة المؤامرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تحت عنوان "صفقة القرن" ما يستدعي تحصين وتوحيد الموقف الفلسطيني للتصدي لتلك الأخطار التي لم تكن اولها صفقة القرن ولن تكون آخرها التي تستهدف القضية والحقوق الفلسطينية . .

وعلم "مستقبل ويب " انه تم الاتفاق على جدولة اجتماعات " هيئة العمل الفلسطيني المشترك " كل 15 يوما في سفارة فلسطين في بيروت.

وفي بيان صادر عن السفارة الفلسطينية في لبنان ، فقد " أعرب سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور خلال اجتماع موسع لممثلي الفصائل الفلسطينية في لبنان، بحضور امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، انعقد في مقر سفارة فلسطين اليوم الخميس، عن ارتياحه لعودة هذا الاطار الجامع للكل الفلسطيني في لبنان حيث هناك حاجة ضرورية وملحة له بسبب ما تمر به قضيتنا الفلسطينية من مخاطر وتحديات".

واضاف البيان ان السفير دبور "شدد على ان سفارة فلسطين هي بيت الكل الفلسطيني وان هذا المكان سنبقى نواجه معا ومن خلاله كل الصعاب والتحديات التي تواجهنا في مرحلة وجودنا القسري في هذا البلد الشقيق الذي احتضننا وساند قضيتنا لحين انجاز هدفنا بالحرية والعودة والاستقلال".

واكد دبور – بحسب البيان – "على تعزيز العمل الفلسطيني المشترك، معتبراً اننا في لبنان تجاوزنا المرحلة الماضية بالرغم من صعوبتها وبالجهد والعمل الفلسطيني المشترك بحكمة واقتدار وتعاون الجميع وبمستوى من الحرص والوعي الوطني الكبير وبتأسيس ثقافة فلسطينية جامعة تنبذ الارهاب وتعزز الامن والاستقرار وبتعاون لبناني فلسطيني مشترك. وامل بان يفتح هذا العمل المشترك باكورة عمل وانطلاقة مرحلة جديدة تقوم على اساس التعاون والثقة المتبادلة بين الجميع، مختتما بانه تجمعنا قضية عادلة ومعا وسويا ننتصر لها