طرابلس ترفض زيارة باسيل…كرامي خارج السرب



كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:



حتى الآن لم تتأكد رسمياً زيارة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل من عدمها إلى طرابلس بل ترددت معلومات عن أنها باتت بحكم الملغاة، ورغم ذلك تستمر المعارضة الواسعة التي تواجهها هذه الزيارة من الطرابلسيين، سياسيين ومواطنين، خصوصاً بعد ما تسببت به الزيارة في الجبل. وعبّر أبناء المدينة عن رفضهم لهذه الزيارة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور لباسيل كتب عليها “زيارة الفتنة” و”ضد الزيارة” وغيرها من العبارات. ناهيك عن المنشورات الرافضة لهذه الزيارة التي كما قيل وخطّط أنها ستكون الأحد المقبل على أن تسبقها يوم السبت زيارة إلى عكار كما يُشاع ويُحكى.

ليست ذات جدوى

ويقول عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش لـ “نداء الوطن”: “صحيح أن طرابلس مدينة الإنفتاح والتعايش وتستوعب الجميع، إلا أن الوزير باسيل وما سلّفه للطرابلسيين ومواقفه المذهبية والسياسية، لم تكن مشجّعة لهكذا زيارة على الإطلاق. ولذلك هذه الزيارة ليست في مكانها ولا زمانها الصحيحين وأنا أنصحه بعدم المجيء. باعتقادي أن الأمور في طرابلس لن تأخذ المنحى الذي أخذته في الجبل في حال زار المدينة، ولكن المعارضة واسعة لهذه الزيارة وسيرى ذلك جلياً في حال أتى باليافطات وغيرها من الوسائل، والزيارة لن تقدّم أي شيء وليست ذات جدوى سوى الإستفزاز”.
ويتفق الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الرافض للزيارة مع فرنجية على أن باسيل “فتنة متنقلة” ويقول: “جبران باسيل يهمّش طرابلس وعكار ويسعى إلى حرمانهما من حقوقهما لمصلحة البترون وهو بمواقفه يسعى إلى الفتنة ويجهل حقيقة تكوين البلد. ما حصل في الجبل يجب أن يكون درساً شخصياً له، ولأن باسيل يسعى إلى الإستفزاز فنحن نرفض هذه الزيارة من دون أن نكون قد أعطينا الأمر لمناصرينا لمعارضتها في الشارع”.



طرابلس العيش المشترك

ويؤكد النائب السابق مصباح الأحدب لـ “نداء الوطن” أن “طرابلس فيها عيش مشترك وتعددية ولا نمنع أي حزب من الإنفتاح على المدينة. ولكن طرابلس أيضاً لا تحب التعصب والطائفية والتصاريح الإستفزازية ضد السنّة، وجزء كبير من أهلها هم سنّة. نحن لا نقبل أن يأتي أحد ليضع يده على مقدراتنا، مستقوياً بحلفه مع القيادات التي تمثّل اليوم المدينة سياسياً، وقد برهنت الإنتخابات الفرعية الأخيرة أن هذه القيادات لا تمثّل أكثر من 8% من أهالي طرابلس. واليوم باسيل يستغل السلطة والنفوذ ليدخل ويتدخّل في طرابلس وهذا اغتصاب لها ولن تستطيع لا أنت ولا غيرك اغتصاب هذه المدينة وحقوقها. وإذا كنت يا باسيل فعلياً مع التعددية كما تقول فكفى تدميراً للدولة اللبنانية من أجل مصالح خاصة”.

كرامي خارج السرب

ويغرّد الوزير فيصل كرامي خارج السرب الرافض للزيارة، فمستشاره علاء جليلاتي اعتبر أن “الزيارة مسألة تعود الى باسيل نفسه إن كان سيقوم بها أو يعدل عنها وفقاً لطبيعة الأجواء السياسية والأمنية التي سترافق الزيارة، خصوصاً أن طرابلس عاصمة ثانية وليست منطقة عادية فهي تحتضن كل التيارات السياسية، بما فيها “التيار الوطني الحر” الذي ينشط من خلال مكاتب عدّة في المدينة. الزيارة المرتقبة في حال حصلت ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. فباسيل وزير أساسي في الحكومة وشريك أساسي في التسوية القائمة، ومن موقع كرامي في المعارضة قد يختلف أو يتفق معه في بعض سياساته لكن ذلك لا يفسد في الودّ القضية ولا يجب أن يؤدّي الى قطيعة سياسية، خصوصاً أنّ أيّ منطقة ليست مُقفَلة أمام أحد ولا مفاتيح أو بوابات لمناطق لبنان”.

وكتبت مواطنة من طرابلس على فيسبوك: “لو بقيت وحدي سأنزل إلى ساحة النور وأحمل شعار الرفض لزيارة باسيل إلى طرابلس”، لتعبّر بذلك عن رأي أكثرية أهالي المدينة الرافضين لزيارة باسيل إليها