أحداث الجبل ببدّدت الآمال بـ”الصيف الواعد” و”السياحة المُربحة”!




عهدٌ جديد فبَيان وزاري مِقدام، كلاهما حملا “لواء الاقتصاد” وسارا به في أروقة المجالس والمؤتمرات والندوات حتى خال اللبنانيون أنهم “صَبروا فنالوا”.

كلاهما أطلقا ناقوس “النهوض الاقتصادي قبل فوات الأوان”، حتى اعتقد اللبنانيون أنهم سينامون على “القلة” ويَصحون على “بحبوحة طالما صرخوا مناجاةً للمسها راضين مقتنعين”.



من قصر بعبدا إلى السراي الحكومي، وعودٌ قُطعت وعناوين أُطلقت لـ”إصلاح” ما أفسده دَهر الأسلاف، فتسمّر اللبنانيون أمام الشاشات إصغاءً لكلام معسول أبوا أن يكذّبوه كي لا يعدو ما يسمعونه حلما.

بعد “فُسحة الأمل” هذه، استفاق اللبنانيون على “ضيق العيش” الذي ما برح متربّصا بيومياتهم ولم يكتفِ بذلك، بل بآمالهم التي تضمحّل مع كل صدمة أمنية أو اصطدام سياسي فوصلت أخيرا إلى حائط سدّ في وجههم غدا أملوا أن يحمل انفراجا اقتصاديا مأمولا.

هذا الواقع بات يوما بعد آخر، يُنسي ما حُكي عن تحضيرات لعقد مؤتمر اقتصادي شامل يضع الأزمة على سكة الحلول، ويَمحو حبرَ الوعود بالانصراف إلى المعالجة الاقتصادية بدل التلهّي بالمماحكات السياسية، حتى وصل الأمر إلى قمّة الخمول مع تأجيل جلسات مجلس الوزراء من أسبوع إلى آخر واللبنانيون في انتظارهم علّهم يعودون أدراج المصالح الشخصيّة وتثبيت الوجود السياسي على حساب انفراج مأمول في بنود مُدرجة على جدول أعمال تحوّل إلى جدول “بطالة” وتعطيل حركة البلاد والعِباد، فيعيدون النظر في أدائهم السياسي وعلاقاتهم بين بعضهم البعض في إطار المصالحة السياسية، وإلا “على الاقتصاد السلام”.



في الانتظار، لفتت مصادر في الهيئات الاقتصادية عبر “المركزية” إلى أن “الهيئات تترقب المرحلة وتنتظر أي حلحلة تُحدِث خرقا في جدار الجمود القائم في البلاد على الصعد كافة خصوصا أن مشروع موازنة 2019 لم يُقرّ إلى اليوم ما يدفع بالقطاع الخاص عموما والهيئات الاقتصادية خصوصا إلى اعتماد الانتظار حلا موقتا لتنجلي الأمور الضبابية، فيُبان “مَرج” تقليص النفقات ومنابع الموارد الضريبية وغيرها من الأرقام، بعد أن يذوب “ثلج” المناقشات والتمحيص والتطمينات”.

وتوقفت المصادر عند “أحداث قبرشمون الأخيرة التي شغلت لبنان والخارج، خوفا من تداعيات مُربكة وقلقا من تطوّر قد تحمد يُحمد عقباه”، الأمر الذي “ساهم في شَلّ الحركة الاقتصادية أكثر مما هي عليه من الرتابة والجمود”.

ولم تُخفِ أسفها في ضوء تلك الأحداث لإمكان “تبدّد الآمال بـ”الصيف الواعد” و”السياحة المُربحة” لتَصِف حادثة الجبل بـ”السكين الذي شرخ كلّ شيء”.

واستبعدت “انعقاد أي اجتماع قريب للهيئات الاقتصادية، وانتقدت المصادر “تعليق جلسات مجلس الوزراء، إذ كيف نتوقع الإسراع في تحقيق النهوض الاقتصادي فيما مجلس الوزراء من تأجيل إلى آخر ومن دون تحديد موعد لجلسة حتى اليوم!” على حدّ تعبيرها.

وختمت: “نحن في انتظار عودة الوزراء إلى الاجتماع وأن يتصالحوا في ما بينهم ليُبنى على الشيء مقتضاه