ترك دراجته النارية وقاد سيارته ليقضي في حادث مروع فجر اليوم: فاجعة رحيل الشاب ‘طارق’ تصدم احباءه وأطفاله الثلاثة يبكونه أباً حنوناً وعاملاً عصامياً مكافحاً

كتلك هي حياة الكادحين… يبنون من عرق جبينهم بيوتاً يعمدونها بالحب ويزينونها بالكد والتعب… يحمون أحباءهم من قهر الحياة ويضمونهم الى صدر دافئ حنون…. حتى يختارهم القدر، ضحية تلو الأخرى، في مصائد الفجيعة التي يبتلي بها صبر قلوب الأحبة… فتسقط جميع معاني الجلد والتحمل وتعلو في ساحته آهات الفراق وأزيز الألم… وهكذا رحل “طارق” قبل بزوغ شمس اليوم الحزين….

“لطالما اعتاد الأهالي في العباسية ان يروا “طارق” يقود دراجته النارية ، يجوب الأحياء بمحياه البشوش، جابياً لفواتير اشتراك المولدات الكهربائية… تلك المهنة التي اتخذها مصدراً لعيشه بعد عودته من بلاد الاغتراب ليؤسس عائلته الجميلة مع “فاطمة”، التي كانت شريكة عمره وأم اطفاله الثلاثة وأكبرهم صلاح (12 سنة)…. لا ندري ما دفعه لترك دراجته وقيادة السيارة التي اصطدمت فجر اليوم بحائط ولوحات اعلانية على طريق جل البحر-صور ورحل…”

بهذه العبارات اختصر احد اصدقاء الفقيد هول الفاجعة لموقع “يا صور”، بعد ان ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصوره مرفقة بعبارات حزينة لرحيل شاب مكافح عصامي أصر على تحدي صعاب الحياة ليكون خير أب لأطفاله، يؤمن لهم حياة كريمة مهما كلفته الحياة من عناء وتعب… وفي غفلة عين، رحل “طارق”، أو “ابو صلاح” كما أحب ان ينادوه، الشاب الخلوق المحبوب من جميع معارفه…

دقائق قليلة ويحتضن ثرى العباسية الجنوبية جثمانه.. سيغيب وجهه وصوته عن هذه الدنيا، ولكن طيب ذكراه لن يغيب عن السنة من عرفوه وكان لهم نعم الأخ والصديق والمعين…. سيفتقده الكثيرون ويذكرونه بخير أعماله، ولكن ليس كما سيفتقده أطفاله الذين حرموا سندهم الوحيد في الحياة الذي كان يحميهم من غدر الزمن قبل أن يغدر بهم القدر ويحرمهم منه وهم في امس الحاجة اليه….

عبير محفوظ – ياصور