الرواية الكاملة لطائرتي الضاحية.. وهذه قدراتهما الهائلة!

ما لم يشرحه بيان “حزب الله” الأخير للرأي العام، هو أن الطائرة المسيّرة الإسرائيلية الأولى التي سقطت ربما بفعل اصطدامها بالأسلاك الشائكة، لا تحمل عبوة ناسفة، بل هي بذاتها عبوة.

بتعبير آخر هيكل طائرة الإستطلاع مُشكل من مادة الـ”سي 4″ المتفجرة، ووزن المواد المتفجرة فيها يساويً وزن هيكلها، لذلك عند إجراء عملية الفحص الأولى ظنّ عناصر أمن الحزب أن الطائرة غير مفخخة.

في اليوم الذي تلا عملية إسقاط الطائرة، خضعت المُسيّرة لفحص ثانٍ من قبل إختصاصيين في الحزب إكتشفوا خلاله المواد التي تتشكل منها، لكن لماذا لم تنفجر الطائرة الأولى؟

بعد دقائق من سقوط الطائرة الأولى وصل عناصر الأمن التابعون لـ”حزب الله”، وقبل فحص الطائرة تم فصل الكهرباء عنها، أي فصلها عن البطاريات التي تشغلها خوفاً من أن تكون مفخخة ويتم تفجيرها عن بعد، الأمر الذي قد يكون منع تفجيرها عبر طائرة الإستطلاع الثانية التي وصلت بعد دقائق وإنفجرت هناك، ومن هنا جاءت النظرية القائلة بأن الطائرة الثانية كانت فعلياً تسعى إلى تفجير الطائرة الأولى لمنع وصول “حزب الله” إلى داتا المعلومات الموجودة فيها.

سقطت طائرة، وإنفجرت أخرى، وبقي سؤالان من دون إجابة، الأول الهدف الذي كانت تسعى إليه هذه الطائرة، والذي تتقاطع كل المعلومات من أنها فشلت في إصابته، والثاني يتعلق بالمكان الذي خرجت منه الطائرة.

في ما يتعلق بالسؤال الأول، حسم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في حديثه مع قراء العزاء والمبلغين في مناسبة ذكرى عاشوراء، أن الحزب بات يعرف بشكل دقيق الهدف الإسرائيلي من إرسال الطائرة، لكن الحزب لن يكشف الأمر، وقد يكون وصول الحزب إلى هذا الإستنتاج الحاسم، يعود إلى حصوله على “داتا” الطائرة المسيرة وتحليلها.

ووفق معلومات “لبنان 24” فإن الطائرة كانت تريد تفجير هدف بالغ الأهمية، لكنه هدف غير بشري.

أما من أين أطلقت الطائرة، فقد حاولت إسرائيل إبراز رواية واضحة من أن الطائرة أطلقت من البحر، وهذا عملياً يعني أن زورقا إسرائيليا خرق المياه الإقليمية وأطلق الطائرتين، في حين أن أوساط ديبلوماسية غربية تتحدث عن رواية أخرى تقول فيها أن طائرة إستطلاع كبيرة هي التي أطلقت طائرات “الدرونز” الصغيرة وسيّرتها.

مقابل كل هذه الروايات، حصل “لبنان 24” على رواية من مصادر وزارة الدفاع. وتقول الرواية أنه من غير الممكن لأي زورق إسرائيلي خرق المياه الإقليمية بهذا العمق لإطلاق الطائرة من دون كشفه من قبل الجيش اللبناني.

وتضيف المصادر أن الطائرة أطلقت من الأراضي اللبنانية، وتحديداً من منطقة كفرشيما أو محيطها القريب. هذا ولم يتحدث “حزب الله” عن روايته أو تصوره عن كيفية إطلاق الطائرة ومكان القيام بالإطلاق، وإن كان يرجح أنها جاءت من البحر.

لكن، في حال صحّ ما سرب عن رواية وزارة الدفاع، فإن المنطق والتجربة يشيران إلى أن الأشخاص الذين أطلقوا هاتين الطائرتين لا يمكن أن يكونوا من العملاء الإسرائيليين، إذ لا يمكن لإسرائيل تسليم مثل هذه التقنية إلى عملائها، وهذا يعني أن عناصر إسرائيلية هم الذين أطلقوا الطائرة، وهذا ما يتطابق مع رواية أوردتها صحيفة “إنديبندنت” التي تحدثت عن دخول قوة إسرائيلية صغيرة من سوريا إلى لبنان لتنفيذ العملية ومن ثم عودتها إليها..

من جانب آخر، حصل “لبنان 24” على بعض مواصفات الطائرة المسيرة التي أسقطت في الضاحية، وهي بعكس ما تحدث كُثر من الإعلاميين في تقاريرهم التلفزيونية، إذ لا يمكن مقارنة هكذا طائرة عسكرية بمثيلاتها المتخصصات بتصوير الأعراس.

ووفق المعلومات، فإن الطائرة لديها إمكانيات هائلة، ومداها قد يصل إلى أكثر من 7 كيلومترات، ويمكن التحكم بها لتدخل إلى داخل المباني المستهدفة.

المصدر : علي منتش – لبنان 24