اللبنانيون في حال "حبس أنفاس"... وهذه "الحقيقة المرّة"!

تكفي نظرة بسيطة على المشهد الداخلي، ليتبيّن ما بلغه حال اللبنانيين من تردٍ وانحدار، وحجم القلق العام الذي دخل الى بيوتهم، وكذلك حجم الإرباك الذي اصاب كل فئات الشعب اللبناني، وجعلها عاجزة عن ايجاد جواب عن سؤال بات على لسان كل لبناني: كيف سنواجه ما تخبئه لنا الايام المقبلة امنياً واقتصادياً؟عنصر الأمان بات مفقوداً لدى الناس، والضغط عليهم بات لا يُحتمل؛ فمن ناحية يتجاذبهم شعور بالخوف من الاعتداء الاسرائيلي "المسيّر" على الضاحية الجنوبية وتداعياته، وسط ارتفاع منسوب الخطر وتصاعد وتيرة التهديدات، إن من الجانب الاسرائيلي، أو من جانب "حزب الله"، الذي جدّد بالأمس التأكيد على أنّ الردّ على العدوان المسيّر على الضاحية حتمي، إن عاجلاً ام آجلاً. وامام هذه الصورة يتزايد الحديث عن انّ باب الاحتمالات والسيناريوهات الحربية مفتوح على مصراعيه.

من ناحية ثانية، اللبنانيون في حال "حبس أنفاس" امام ما ينتظرهم في ساحة الاقتصاد، وخشيتهم المتزايدة من صدمة عنيفة، تُحضّر لهم من دهاليز الأزمة الاقتصادية، لا يستطيع احد ان يتكهن بنتائجها والمنحدر الذي قد تُسقِط فيه البلد.صدمة تصوغها افكار وطروحات من بنات افكار الطاقم السياسي الحاكم، تستسهل مد اليد الى جيوبهم وتزيدهم اعباء فوق اعباء، لا شكّ انّها ستقرّبهم يوماً من لحظة الانفجار.

والحقيقة المرّة التي يجاهر فيها كل لبناني، عشية الاجتماع الاقتصادي - السياسي، المقرّر عقده الاثنين المقبل في القصر الجمهوري في بعبدا، هي انّ اللبنانيين وبكل فئاتهم، باتوا يعيشون في عصر الخداع والانخداع؛ الخداع الذي تمارسه طبقة سياسية تسبّبت بالأزمة وتشاركت في مفاقمتها وابتلاع مواردها على مدى سنين طويلة، ومن ثم تأتي هي لطرح الحلول، فأي حلول مُنتظرة منها؟! والانخداع بمواقف تبكي على الاطلال، وشعارات برّاقة تدعو المواطن اللبناني الى شدّ الأحزمة، وكأنّه هو سبب المشكلة، فيما هي في جوهرها دعوة الى شدّ الرحال ومغادرة البلد الى المجهول!