أمطر شقيقه بوابل من الطلقات… ساعتان ودم خضر يسيل على الأرض أمام عيني أقرب الناس إليه

كمنَ لشقيقه خضر صباحاً، انتظر خروجه من باب منزله عند الساعة السادسة وبدأ بإطلاق النار عليه، أصابه بعدة طلقات نارية، سقط أرضاً، ساعتان ودمه يسيل من دون أن يرفّ لمن تربّى وترعرع وإياه، جفن، لا بل لم يكتف حمد شوك بجريمته المروعة بقتل أقرب الناس إليه، فوجه الكلاشنكوف إلى زوجة الضحية، أصابها بطلقة في فخذها، كذلك حاول إصابة ابنتها، كل ذلك بسبب خلاف على قطعة أرض رخّصت الدم وجعلت من الأخوة أعداء.

ليست الجريمة الأولى

الخلاف بين خضر (ستيني) وشقيقه حمد، قديم، بحسب ما أكده ابن الضحية ربيع لـ”النهار”، حيث شرح “قبل وفاة جدي قسّم أملاكه بين أبنائه، وبعد أن باع عمي حمد قطعة الارض العائدة له أراد أن يأخذ أرض والدي، هدده مرات عدة بالقتل، الأمر الذي دفع والدي إلى تقديم شكاوى عدة في المخفر، وقد تعهد عمي بعدم التعرض له، إلى أن ضرب كل تعهداته عرض الحائط ونفذ تهديده اليوم”. ولفت إلى أنه “عند الساعة السادسة من صباح اليوم كمن حمد (الوالد لثلاث فتيات وشاب) لوالدي أثناء خروجه من المنزل في جرد مربين–الضنية، أطلق النار عليه، أصابه بطلقات عدة منها واحدة في عينيه وأخرى في إبطه، ولم يفرّ من المكان بل بقي حتى الساعة الثامنة صباحاً جالساً أمام المنزل يطلق النار على كل من حاول الاقتراب، أصاب والدتي وأطلق النار على شقيقتي، وعند وصولي وشقيقي من الضيعة بعد علمنا بما حصل سارع وهرب أمام أعينينا من دون أن نتمكن من توقيفه”
.مشهد مروّع



ساعتان ودم خضر يسيل أمام عيني شقيقه قبل أن تحضر سيارة إسعاف تابعة لجهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الاسلامية وتنقله إلى أحد مستشفيات المنطقة، كما حضرت القوى الأمنية الى المكان وفتحت فصيلة سير الضنية تحقيقاً بالقضية، حيث تعمل على ملاحقة مطلق النار. وبحسب ما قاله قريب الضحية وسام شوك لـ”النهار”: “خسر أبناء خضر الأربعة (شابان وفتاتان) والدهم في لحظة غدر، كل ذلك من اجل حفنة من التراب، دفعت أخاً الى التجرد من إنسانيته وتوجيه نار حقده على من عاش سنوات العمر وإياه تحت سقف واحد، قبل أن يفر من المكان، لتقوم بعدها دورية لمخابرات الجيش اللبناني بملاحقته، فما كان منه إلا أن أطلق النار باتجاه عناصر الدورية ليبادلوه في المثل، ما أدى لإصابته بقدمه، ليتم توقيفه”. وختم “كل ما نتمناه الآن أن يرحم الله خضر ويصبرنا على فراقه، فقد كان من خيرة الآباء الذين كرسوا حياتهم من أجل تأمين حياة كريمة لأولادهم”.

علامات استفهام

لم يمر يومان على جريمة عرمون التي راحت ضحيتها صادقة ج. بعدما ارداها شقيقها ايوب قتيلة قبل ان يصيب ابنتها في قدميها، وذلك بسبب خلاف على ارث، حتى استفاق اللبنانيون اليوم على خبر جريمة جديدة راح ضحيتها انسان على يد شقيقه، وكأن المادة اصبحت اغلى عند البعض من الارواح، وممن جمعهم واياهم رابط الدم، فهل ما يحصل هو نتيجة للسلاح المتفلت فقط ام ان الضمير والانسانية انعدما لدى البعض؟!