في الشهر التوعوي لسرطان الثدي- أُصيبت لمى وأمّها بالسرطان في الوقت نفسه: “لن أستسلم”

اكتشفت لمى إصابتها بسرطان الثدي وهي في الـ28 من عمرها، وبعد أسبوع واحد شُخّص المرض لدى والدتها، فكانت صدمة قوية لهما معاً. حاربتا المرض معاً آملتين بالتغلّب عليه يداً بيد، إلا أن والدة لمى خسرت المعركة بعد أشهر من العذاب. قد تبدو قصة لمى وأمّها مظلمة وقاسية، لكنها تحمل اليوم كل معاني الأمل والإيجابية بفضل الرسالة التي تحملها من وفاة والدتها.

ها هي اليوم تستعدّ للمشاركة في ماراثون بيروت في سباق الـ42 كلم، آملةً بأن تساهم في إنقاذ آخرين من المرضى المحتاجين الذين قد يعجزون عن تأمين تكاليف العلاج وعيش الأمل بالشفاء.تحلّت لمى بأمل كبير بأن تصل إلى اليوم الذي تتغلّب فيه هي ووالدتها على المرض بفضل إرادتها الصلبة. فمن اللحظة التي تمّ تشخيص المرض، أملت بالشفاء. إلا أن الأمور كانت معاكسة لطموحاتها. بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي في مراحله الأولى، وذلك عن طريق الصدفة، لم تمهلها الحياة إلا فترة قصيرة قبل أن تأتيها بضربة قاسية مع تشخيص مرض والدتها. رغم ذلك، لم تفقد الأمل يوماً، وتمسّكت بحبها للحياة وهي تخطط لأيام أجمل مع والدتها. “كنت متفائلة من البداية، خصوصاً أنه تم تشخيص المرض لدي في مرحلة مبكرة على أثر ملاحظتي ورماً في الثدي، وتبين في الصورة الشعاعية للثدي أنه ورم سرطاني. ولم تمضِ إلا فترة قصيرة، وبعد تساقط شعري بسبب العلاج الكيمائي، حتى أتت صدمة إصابة والدتي بسرطان في المرحلة الرابعة وكان منتشراً في جسمها”. رغم ذلك لم تفقد لمى الأمل، ورغم المعطيات، أملت بأن تشفى والدتها وتتغلّب على المرض.

كنا نحلم معاً بالسفر لدى شفائنا ونقوّي بعضنا، فأدعمها وتدعمني. كان مرضها يؤلمني كثيراً ولم أتصوّر يوماً على الرغم من كلام الأطباء أنها قد تغادرنا. طوال الأشهر السبعة التي عانت فيها الكثير، حرصت على دعمها، وكنت أؤكد لها دوماً أننا سنشفى معاً. مرضي أيضاً آلمها كثيراً وكانت تتعذّب من أجلي، ولم تكن تتقبل رؤيتي من دون شعر مستعار، فوضعته من أجلها رغم أنني ما كنت لأضعه لولاها”. لم تتصوّر لمى أن والدتها قد تغادر بهذه السرعة، فالفترة كانت قصيرة من تشخيصها. إلا أن وفاتها، وعلى الرغم من قساوتها كانت لها حافزاً لتنطلق من جديد.

رسالة إلى الشابات

منذ وفاة والدتها، شعرت لمى أن ثمة رسالة لا بد لها من أن تحملها. فما حصل معهما لم يكن عادياً ولا يحصل دوماً، وكان بالنسبة لها بمثابة درس ورسالة لا بدّ من الانطلاق منهما. كما تؤكد أنها بعد المرض تعيش حياة جديدة كلّها نشاط وطاقة وإيجابية. كما تحرص على نظام صحي أكثر، لكنها تعلم جيداً أن الحالة النفسية أهم بكثير من الطعام وغيره من الأمور. “كانت والدتي محبّة للجميع وتحرص على مساعدة من حولها، وتنقل إيجابيتها إليهم. وقد آلمني أنها ماتت وهي شابّة، لم يتخطَّ عمرها الـ55 سنة، لكني كنت متأكدة من ضرورة الانطلاق برسالة على أثر ذلك. قساوة التجربة زادتني إيجابية وعزماً على مساعدة آخرين. أعلم جيداً أن الفرصة لا تسنح لكثير من المرضى للتأمل بالشفاء لعجزهم عن تأمين تكاليف العلاج. إنطلاقاً من ذلك أردت أن أقدّم المساعدة لأساعد قدر الإمكان مَن هم بحاجة إلى ذلك. فإذلال المريض غير مسموح. تكفيه معاناته مع المرض نفسه. كما أشدد اليوم على التوعية حول أهمية إجراء الفحوص اللازمة والمتابعة من سنّ مبكرة لأن حالات سرطان الثدي في سن مبكرة تتزايد بشكل مخيف، بعكس ما يتصوّر كثر. فعلى الرغم من أنه يتم التشديد على أهمية الفحص الشعاعي للثدي في سن 40 سنة، من الضروري الحرص من سن مبكرة لأنه قد يصيب أياً كان وحتى في سن مبكرة، كما حصل معي ومع كثيرات من حولي”

لتتمكن لمى من تحقيق هدفها بجمع 5600 دولار لمساعدة 42 مريض سرطان مع جمعية بربارة نصّار، يمكن التبرع أونلاين من خلال

zoomaal.com

أو عبر OMT باسم جمعيّة بربارة نصّار

المصدر: النهار