‘الخبيث’ خطف ‘ريان’ (19 سنة) بعد ان تحدته ببسمتها وايمانها بالله وتلاوة قرآنه…. حرم خطيبها ‘حسن’ من الشابة التي أحب وتحدى مرضها ليرتبط بها

ما استوطن ظلام الحزن يوماً قلباً تشع فيه آيات الحب حتى النبضات الأخيرة”…. هي حكمة نقرأها في روايات كنا نظن أنها من نسج الخيال، ولكن يوماً بعد يوم، ندرك أن في دنيا الواقع المرير الممهور حزناً وأسى، ستخطف المحبة لحظات تخلد معها ذكريات لنا في قلوب من نحب، مهما توحشت مخالب القدر نهشاَ في نفوسنا واجسادنا….. وبلدة “عين بعال” الجنوبية التي احتضن ثراها قبل ايام جثمان الشابة ريان حسين بدوي لا بد أنها ستذكر قصتها وترددها لأجيال عن صبية قاومت “الخبيث” بحب الايمان بالله وبحب عائلتها وبحب خطيبها الذي ما تخلى عنها….

مع شقيقتها وشقيقيها تربت “ريان”…. اكملت تعليمها في ثانوية كمال سلهب الرسمية في عين بعال، ثم اختارت التعليم المهني لتمتهن “التزيين”…. فروحها المرحة التي انعكست ملامح من طيبة ورقة وجمال على محياها كانت تدب الفرح والذوق الرفيع في كل مكان حلت فيه او شهد لمسة من لمساتها، حتى أرادت أن “تزين” العالم كما لطالما زينت حياة عائلتها بالرضا والبهجة… ولكن القدر خبأ لها في جعبته ما لم يطق ان يحتفظ به أطول، أن يضع ايمانها بالله وحبها للحياة امام تحد قاهر… ظل ينازلها ويتحدى جسدها الرقيق حتى خارت قواها واسلمت الروح مبتسمة…

قبل حوالي الـ3 سنوات، اكتشفت “ريان” (17 سنة) اصابتها بالسرطان، فواجهت الأمر بصلابة وقوة لم يتوقعها أحد ممن عرفها فتاة رقيقة مرهفة الحس… خضعت لجلسات علاج طويلة ومؤلمة، ما كان يخفف من وطأتها أي مسكن سوى كتاب الله عز وجل تتلوه وتسبح لله حمداً على عظيم بلائه الذي ما كانت ترى فيه سوى نعمة من نعمه…. وبينما كانت في المستشفى في احد الايام، التقت بالشاب حسن باقر الذي سيتحدى ويواجه الجميع من اجل شابة فتنته حباً وسحرته بصلابتها وقوة ايمانها حتى آمن معها أنها أقوى من ذاك الخبيث وانها ستنتصر عليه….

تقدم “حسن” لخطبتها واصبح شريكاً لبسماتها كما لأناتها وآهاتها… اصبح حبه لها، مع حب عائلتها واصدقائها، دافعاً اقوى… فتعافت وظنت أنها انتصرت على السرطان، قبل أن يعاود انتشاره في مختلف انحاء جسدها…. قاومت لأجله ولأجلهم، ولكن القدر اجتباها شهيدة على فراش المرض، لتحلق ملاكاً الى السماء، ترمق احبابها من عليائها…. تدغدغ بجميل الذكريات دموعهم التي ما جفت من اعينهم بعد، ثم تمسحها برجائها الدائم ان يصلوا لها ويدعوا الله ان يغفر ذنوبها، حامدين له انه توفاها مؤمنة بقضائه راضية بحكمته.

بالأمس ريان وقبلها كثير من شباب وشابات افترس “الخبيث” طموحهم لحياة سعيدة باكراً… ومن يدري حتام ستطول لائحة ضحاياه بارقامه المرعبة وسرعة فتكه المريبة قبل ان ينصت المعنيون لناقوس الخطر الذي دوت رناته واسمعت منظمات العالم أجمع دون ان تهز ضمائر مسؤولينا…. عسى ان تكون “ريان” وسابقاتها وسابقيها وما أكثرهم قرابين في نهر هادر سيسمع من بهم قلة ضمير وغياب مسؤولية ….

المصدر : عبير محفوظ-رولا شما/ياصور