ألمانيا... سيدة سورية تنجح بالجمع بين الأمومة وتحقيق الذات

قصص نجاح اللاجئين السوريين في ألمانيا أكثر من أن تحصى. آلاء محمود هي بطلة قصتنا اليوم. لم تستسلم ربة المنزل لكل ما واجهته هي وزوجها وبناتها الصغيرات في رحلة بدأت عام 2013 ومازالت مستمرة حتى اليوم.

"الحياة صعبة بالتأكيد، ولكن ما يُحلّيها هو إحساسنا بالإنجاز"، هكذا لخصت اللاجئة السورية آلاء المحمود رحلتها الطويلة والصعبة، والتي بدأت عام 2013 حين اضطرت للهرب مع زوجها وأطفالها من ويلات الحرب في سوريا.

تروي آلاء لـ"مهاجر نيوز" تفاصيل قصتها حيث جاءت لألمانيا حاملة معها بناتها الصغيرات وطموحها وأحلامها. فمن أم شابة لطفلتين لم تكمل تعليمها للنهاية ولا تتحدث الألمانية، إلى متقنة للغة الألمانية وعلى أبواب الاختبارات النهائية لتأهيلها للعمل بمجال التأمين الصحي مع أربعة أطفال يدخلن البهجة لقلبها.

المحطة الأولى في مصر

توجهت آلاء مع أسرتها الصغيرة إلى مصر، حيث عاشوا جميعاً لأكثر من عامين، حتى شعروا بالاضطرار للرحيل عنها: "عندما جئنا لمصر لم نكن نفكر إطلاقاً بالسفر إلى أوروبا، ولكن نظراً لصعوبة الأوضاع الاقتصادية هناك بعد قيام الثورة وارتفاع تكلفة المعيشة، بالإضافة إلى صعوبة إلحاق الأطفال بالمدارس لكوننا أجانب، لم يكن أمامنا خيار سوى الهجرة للخارج".

قرر الزوجان الشابان الانطلاق في رحلة غير شرعية محفوفة بالمخاطر عبر البحر نحو أوروبا تدفعهما الرغبة في ضمان مستقبل أفضل لبناتهما. تحرك القارب الصغير بشهر نيسان/أبريل عام 2015 وعلى متنه آلاء وأسرتها الصغيرة ومئات المهاجرين الآخرين، ليُبحر على مدار ثمانية أيام بالبحر المتوسط إلى أن تم إنقاذ المركب بواسطة سفينة إيطالية.

وتحكي آلاء: "عندما وصلنا لإيطاليا، كان عمر أصغر بناتي سنتين بما جعل الرحلة شاقة جداً عليها وعلينا جميعا، ولهذا ما أن وصلنا الحدود الألمانية لم نستطع الاستمرار في السفر لأكثر من ذلك نحو النرويج أو السويد وقررنا محاولة البقاء في ألمانيا".