الهيئات الاقتصادية تقترح تشكيل خلية أزمة: لتتحمّل القوى السياسية مسؤولياتها وتُسرع في لجم التدهور

اقترحت الهيئات الاقتصادية “تشكيل خلية أزمة من القطاعين العام والخاص على أن يكون الأخير ممثلاً بالهيئات الاقتصادية وبمشاركة خبراء، مهمتها اقتراح برنامج علمي عملي متكامل لاستنهاض الاقتصاد ومراقبة الأداء والتطبيق”، ودعت السلطة إلى عدم إهدار الوقت، مؤكدة أن مواجهة التحديات في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان تتطلب تحمّل القوى السياسية مسؤولياتها الوطنية وإعلاء مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى واتخاذ إجراءات تنفيذية بأقصى سرعة للجم التدهور ووضع الأمور على المسار الصحيح ولمنع الشائعات والبلبلة التي يعيش البلد على إيقاعها”.

عقدت الهيئات برئاسة رئيسها الوزير محمد شقير اجتماع عمل بمشاركة وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال كميل أبو سليمان ووزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا في حكومة تصريف الأعمال عادل أفيوني خصّصته لمناقشة الإجراءات والخطوات المطلوبة لتقوية صمود الاقتصاد الوطني والمؤسسات وتحريك العجلة الاقتصادية وحماية اليد العاملة اللبنانية والحفاظ على القدرة الشرائية ومداخيل اللبنانيين.

وبعد مناقشات مطوّلة، أصدرت الهيئات بياناً شددت فيه على أن “المطلوب هو حل متكامل اقتصادي ومالي ونقدي”.

وأورد البيان: بالنسبة إلى الشق الاقتصادي يجب أن يستهدف وقف الانهيار الاقتصادي وإعادة إطلاق العجلة الاقتصادية واستنهاض القطاعات، وذلك عبر الآتي:

1- تفعيل الآلية التي يعمل عليها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مع أول 11 دولة يستورد منها لبنان وكذلك مؤسسة التمويل الدولية لإنشاء خطوط ائتمان من قبل هذه الدول، ومن مؤسسة التمويل لتوفير المستوردات من المواد الأولية والسلع الأساسية إلى لبنان.

2- تحسين وتنظيم العلاقة التشغيلية بين المصارف والقطاعات الإنتاجية للحفاظ على استمرارية عمل المؤسسات وديمومة عمل موظفيها وعمالها.

3- خفض معدلات الفوائد الدائنة على القروض والتسليفات التجارية والقروض الشخصية بنسب التخفيضات ذاتها التي طالت الفوائد على الودائع بحسب التعميم 536″، على أن يبدأ العمل بهذا الموضوع بشكل فوري.

وأوضح البيان ان “ممثلي المصارف أكدوا خلال الاجتماع على أن معدلات الفوائد الدائنة ستبدأ بالانخفاض اعتباراً من كانون الثاني المقبل، كما اكدوا أن المصارف ملتزمة بزيادة رأسمالها بنسبة 20 في المئة، 10 في المئة قبل نهاية العام الجاري، و10 في المئة خلال أول ستة اشهر من العام 2020”.

وأضاف “أما بالنسبة إلى الموضوع المالي، فالمطلوب تصفير عجز الموازنة، عبر: تحسين الجباية وليس من خلال زيادة نِسَب الضرائب، وقف التهريب والتهرّب الضريبي والاقتصاد غير الشرعي، تقليص النفقات بشكل كبير ولا سيما تورّم القطاع العام، الذهاب الى اعتماد الشراكة بين القطاعين العام والخاص في استثمار وإدارة قطاعات الدولة المنتجة وممتلكاتها”.

وتابع “في الموضوع النقدي، المطلوب تفادي التدهور النقدي وحماية العملة الوطنية والقدرة الشرائية للمواطن وذلك عبر تأمين السيولة اللازمة من خلال التعويل على الدول الشقيقة والصديقة لا سيما الدول الخليجية ومجموعة الدعم الدولية للبنان ومؤتمر “سيدر”، وكذلك عبر التشاور مع مؤسسات دولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي للتوصل الى حلول مالية ونقدية ناجعة تفي بالغرض المطلوب وتراعي خصوصية لبنان ووضع المواطن اللبناني وتجنيبه تحمل كلفة التصحيح المالي والنقدي”.

وشدد البيان على “ضرورة التركيز أيضاً وبالتوازي على توفير مظلة أمان اجتماعي وحماية اليد العاملة اللبنانية وقدرتها المعيشية بالتعاون بين الجميع بما يحفظ استقرار هذه الشريحة الواسعة التي هي شريكة فعلية وحقيقية لأصحاب المؤسسات في مسيرة مؤسساتهم لسنوات طويلة”، مشيراً الى أن “الاقتراحات الآنفة الذكر تصبّ في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للبنان واللبنانيين”.

وأكد البيان انه “حتى الآن لم يفت الآوان، فالوضع ليس ميؤوس منه وهناك امكانية للخروج من الأزمة بالحدّ الأدنى من التضحيات شرط:

1- الإسراع في تشكيل حكومة تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني وتكون قادرة على الإنتاج والعمل وتحوز على ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي.

2- اعتماد الحوكمة الرشيدة في مختلف مفاصل الدولة.

3- تشكيل خلية أزمة من القطاعين العام والخاص على أن يكون الأخير ممثلاً بالهيئات الاقتصادية وبمشاركة خبراء، مهمتها اقتراح برنامج علمي عملي متكامل لاستنهاض الاقتصاد ومراقبة الأداء والتطبيق.

ودعت الهيئات السلطة إلى عدم إهدار الوقت، مؤكدة أن مواجهة التحديات في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان تتطلب تحمّل القوى السياسية مسؤولياتها الوطنية وإعلاء مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى واتخاذ إجراءات تنفيذية بأقصى سرعة للجم التدهور ووضع الأمور على المسار الصحيح ولمنع الشائعات والبلبلة التي يعيش البلد على إيقاعها”.