تضخّم البروستاتة الحميد حالة طبّية شائعة متعلّقة بالمسالك البوليّة وتقدّم العمر، وتؤثر في معظم الأحيان على 40 % من الرجال في الخمسين من عمرهم وعلى 90 % من الرجال فوق التسعين سنة. قد يؤدّي تضخّم البروستاتة الحميد إلى انسداد في مخرج المثانة، الذي بدوره قد يتسبّب بأعراض المسالك البولية عند الرجال مثل ضعف تدفّق البول وصعوبة في التبوّل وتقطّع البول والحاجة المُتكرِّرة للتبوّل، إلى جانب أعراض جنسيّة أخرى. كما يمكن لهذه الحالة أن تؤثّر سلبيّاً جدّاً على نوعية حياة المريض.

تشمل طرق علاج تضخّم البروستاتة مقاربات آمنة كتعديل نمط الحياة والمعالجة بالأدوية المعروفة، مثل تلك التي تسهّل تدفّق البول أو الأخرى التي قد تقلّص حجم غدّة البروستاتة، بالإضافة إلى العمليّات الجراحية.



العلاج بالجراحة



إلّا أنّه يمكن لأدوية علاج تضخّم البروستاتة أن تسبّب آثاراً جانبيّة سلبيّة مثل انخفاض ضغط الدم عند النهوض والتعب الشديد وتراجع في الوظائف الجنسية. فعلى الرغم من توفّر الأدوية الجديدة والانتقائية، لا يزال التدخل الجراحي يُعتبر العلاج الأساسي لهذه المشكلة.



تتعدّد التدخلات الجراحية والخيارات المتوفّرة لعلاج تضخّم البروستاتة، فنذكر على سبيل المثال استئصال البروستاتة بليزر هولميوم، والعلاج بجهاز UroLift®، وعلاج شريان البروستاتة بالأشعّة، واستئصال البروستاتة عبر الإحليل (TURP) الذي لا يزال يعتبر التدخّل الجراحي الأبرز لعلاج تضخّم البروستاتة.



تقنية Rezum



وتمّ أخيراً اعتماد توجّه جديد لعلاج تضخّم البروستاتة، يقوم على تقنيّة Rezum التي حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) عام 2015. فاستخدَم قسم أمراض المسالك البولية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، في 21 كانون الثاني 2020، هذه التقنية المبتكرة على حالات عدّة للمرّة الأولى في الشرق الأوسط، مقدّماً بذلك عناية حديثة للمرضى ومؤكّداً مكانته كوجهة طبّية رائدة في المنطقة.



إنّ جهاز Rezum تقنيّة مبتكرة غير جراحية، تستخدم بخار الماء لعلاج البروستاتة المتضخّمة. يخرج بخار الماء عبر إبرة وثقوب باعثة خاصّة. تتطلّب كل دورة علاج رشّةً تستمرّ لمدّة 9 ثوانٍ وتنتشر بالتساوي على كافّة أنسجة البروستاتة المستهدفة. عند الاحتكاك بحرارة الجسم، سيتكثّف البخار وهذا الانتقال إلى الحالة السائلة سينشر طاقة مركّزة على الخلايا المحيطة ممّا يؤدّي إلى تقلّص خلايا البروستاتة. يبلغ متوسّط عدد الدورات 6 دورات، الأمر الذي يجعل هذه التقنية الجديدة عملية سريعة وفعّالة مقارنة بالمقاربات الجراحية الكلاسيكية والطويلة الأخرى.



فبعد موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) عام 2015، اعتُبرت تقنية Rezum بديلاً محتملاً لعلاج المرضى الذين يعانون من مشاكل البروستاتة وأمراضها مع الحدّ الأدنى من الآثار الجانبية.



في الأشهر القليلة الماضية، تمّ علاج في مستشفى أوتيل ديو العديد من المرضى الذين كانوا يشكون من أعراض مرتبطة بتضخّم البروستاتة. أدّى هذا العلاج إلى تحسّن كبير في تلك الأعراض وحقّق نتائج ناجحة بفضل خبرة الفريق الطبّي المتخصّص في المستشفى.



لتقنيّة Rezum فوائد عدّة، فهي عملية لا تتطلّب بقاء المريض في المستشفى من بعدها، ويمكن إجراؤها في العيادات الخارجية وتحت تأثير تخدير خفيف جدّاً. كما أنّها لم تُظهر آثاراً جانبية مهمّة على المدى القصير. ومن خلال استخدام Rezum، يتجنّب الأطباء بصورة ملحوظة خطر القذف المرتجع عند 65 % من المرضى الذين تمّ علاجهم باعتماد طرق أخرى، ولا سيّما عملية الـTURP. إذ لم يتمّ تسجيل ظهور أي من المضاعفات الأخرى التي تنتج عادة من عملية الـTURP، مثل تضيّق مجرى البول والتهابات في المسالك البولية ونزيف يتطلّب نقل دم وسلس البول، عند اللجوء إلى تقنيّة REZUM. لم تُبيّن التقارير أي اختلالات وظيفية جنسية جديدة مع تقنية REZUM، حيث أنّ ضعف الانتصاب يصيب 10% من الرجال الذين يخضعون لعملية الـTURP.



أظهر هذا العلاج تحسّناً ملحوظاً في نوعية الحياة وفي مجرى البول وفي القُدرة على تفريغ المثانة. تشكّل إذاً هذه التقنية، ذات السيئات القليلة جدّاً، فرصة للرجال الأصغر سنّاً الذين يعانون من تضخّم البروستاتة الحميد وأعراض مشاكل البروستاتة، والذين كانوا يتردّدون سابقاً في الخضوع لعملية جراحية تعتمد على تقنيّات قديمة.



ومع ذلك، إنّ حسن اختيار المرضى مهمّ للغاية لعلاج الرجال بجهاز بخار الماء Rezum، إذ إنّ غدّة البروستاتة الكبيرة الحجم جدّاً (120غ.) والمرضى الذين يعانون من احتباس البول الحاد، لا يمكن اعتبارهم مرشّحين مناسبين لخضوع هذه العملية. لا شك أنّه من الضروري للرجال استشارة أخصائي في المسالك البولية بمجرّد أن يشعروا بأعراض ذات صلة من أجل الاستفادة من هذه الإجراءات غير الجراحية من دون التأثير على وظيفتي الانتصاب والقذف لديهم الناتجة في معظم الأحيان من طرق علاج أخرى.



إنّ قسم المسالك البولية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس يتميّز بكونه قسماً متخصّصاً جدّاً ومجهّزاً بأحدث التقنيات، ليقدّم علاجاً فعّالاً وآمناً للرجال الذين يعانون من أمراض في المسالك البولية، بحيث يبقى فريقهم الطبي والجراحي ذو المهارات والمؤهّلات العالية، في طليعة الابتكارات الطبّية، ليؤمّن خدمات الرعاية الصحّية لمرضاه بأفضل نوعية.