العلاج الوحيد للكورونا في لبنان هو الوعي... "بازار" السياسيين الطائفيين يهدد حياة ملايين المواطنين، ولكن.. " أحببت الوزير ام لم تحببه، التعبئة العامة والحجر الصحي لتحميك وتحمي من تحب.... انضب " !!!

انها الحرب"... بهذه العبارة اختصر رؤساء العالم المعركة التي تخوضها شعوب الأرض ضد انتشار "وباء كورونا".... كل الشعوب توحدت وتكاتفت لمواجهة الفيروس المستجد الا في لبنان.... شحذت الاصابات همم الطائفيين، وتوهجت في عباراتهم رماح التوظيف السياسي والاستغلال المقيت للعصبية ونسوا، او بالاحرى تناسوا، ان "الفيروس الصغير" لا يأبه بصغائر نفوسهم المريضة وأن لا علاج فعال حول العالم لمواجهته الا الوعي والتكافل الاجتماعي..... "فسواء احببت الوزير ام لم تحببه، انضب... مش كرمال الوزير او اي سياسي بالبلد، كرمال اللي بتحبن... فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة" !

من أقصى الشرق، حيث انتشر الفيروس سريعاً في اراضي الصين الشعبية وبالأخص في ووهان، سطعت القاعدة الذهبية لمكافحة انتشار كورونا: عامل كل شخص على انه مصاب وعلى انك انت ايضاً مصاب... اعزل نفسك كي لا تكون ناقلاً للفيروس، الذي وان لم تظهر عوارضه على جسمك القوي، فانه قد يقتل ابا لك أو اماً، جداً أو صديقا ممن يعانون من ضعف المناعة ومن مشاكل صحية تضعف مقاومتهم للفيروس... كل التركيز العالمي انصب على كيفية احتواء انتشار الفيروس للحد من قدرته الفتاكة، كما على محاولة تطوير لقاح او علاج للفيروس او عوارضه....

أما في لبنان، فانبرى المحللون لتحديد مصدر الاصابة الأولى... سكبوا الأسى على معاناة المصابين وعائلاتهم، وتجاهلوا ان من اي مصدر اتت من ايران ام من ايطاليا او الصين ومصر وبريطانيا، فالاصابات قد بدأت تنتشر في لبنان... اليوم وصل عداد كورونا الى 163 حالة مثبتة مخبرياً... وزير الصحة اعلن اننا نحاول الثبات عند المرحلة الثالثة من خطة مكافحة انتشار الفيروس في لبنان... الوزارات كافة اعلنت ان لبنان الذي اصيب وهو عليل بأزماته الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية سيحتاج للكثير من الدعم المادي والطبي لمواجهة اي زيادة في حالات الاصابة....

فسواء احببت وزير الصحة د. حسن حمد أم لم تحببه، واليت من تعتبره فريقه السياسي ام خاصمته، اعجبتك التدابير التي اتخذها ام لم تعجبك، اعلان الطوارئ الصحية والتعبئة العامة جاء من أجلك وأجل من تحب..... كل اللوم والعتب والنقد على ماض مضى لا يفيد اليوم.... في ظل تهالك وانهيار أفضل الانظمة الصحية العالمية في الدول التي يفتك بها المرض كايطاليا، ولننقذ ملايين اللبنانيين من الاصابة بالفيروس، لا بد من تصرف أخلاقي انساني وطني واعٍ ومسؤول بالتزام التعبئة العامة والتباعد الاجتماعي، اضافة الى الالتزام الصارم بالحجر الصحي المنزلي في حال الضرورة....

فالمرض ليس عيباً لنخفيه لدواع طائفية او سياسية او مذهبية بغيضة... بل العيب أن نسير بأقدامنا الى الهلاك بينما بصيص أمل يلوح في الأفق... وها هي الصين، حكومة وشعباً وطواقم طبية ومتطوعين، تضرب مثالاً عظيماً في سبل الانتصار على "كورونا" بصفر اصابات محلية لليوم الثاني على التوالي.... ريثما تفرج المختبرات العالمية عن لقاح او علاج، لا "علاج" لمنع عدوى كورونا سوى الوعي ثم الوعي ثم الوعي ثم الوحدة.... فالرهان كل الرهان اليوم على ادراك المقيمين في لبنان، من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين وغيرهم، من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، ان السبيل الوحيد للشفاء من كورونا هو بعدم التقاطه اساساً كي لا تنقله الى من تحب وتكون سبباً في مأساة لك ولكثيرين غيرك في وطن ما برح يكفكف دموع مآسيه وينتفض على الكوارث منذ ولد ....

فشكرا لكل الأبطال في ميدان الحرب اليوم... شكرا لكل انسان واع يحمي نفسه وابناء وطنه، شكرا لكل متطوع يساهم في تخفيف معاناة مصاب او تسهيل فترة الحجر على من هم فيه، شكرا لمتطوعي الجمعيات الصحية والاهلية، شكرا لكل طبيب وممرض، وبالأخص للطاقم الطبي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي وجميع موظفيه وادارييه، لخلايا الأزمة في وزارة الصحة وكل الوزارات، شكرا لكل مسؤول يقوم بواجباته ولربما أكثر، كائنا من كان، من اي منطقة اتى ولأي حزب انتمى او اي طائفة طالما انه يؤمن بالانسانية عقيدة.

المصدر : عبير محفوظ