البروفيسور اللبناني د.حسين جلوس من إيطاليا: الأطباء والممرضين أبطال حرب ضد عدو قوي وخفي...بعد 30 سنة من العلم والعمل بهالمجال بتعرف قيمة الحياة!

جملة إجت براسي اليوم الصبح، بلحظة كان فيها الركض يمين و شمال بأعلى مستوياتو لتنظيم استقبال دفعات المرضى، إنو “الأطباء والممرضين هني حالياً أبطال من نوع جديد، أبطال بحرب ما كانوا بيتوقعوها، حرب ضد عدو قوي و خفي، هوي بيشوفك بس انتا ما بتشوفو.
بيقولو الحياة بتخلص و العلم ما بيخلص و نحنا كل يوم عم نتعلم دروس عن الحياة حتى لو بعد ٣٠ سنة من العمل بهالمجال. بتعرف قيمة الحياة بس تشوف كيف عم تنفقد قدام عيونك، و بتحزن لأنك بتحسّ انك مش قادر تعمل شي لتمنع او توقف القدر. مش مهمّ و ما بيغيّر شي اذا المريض شب او مسنّ.
صرنا ننام على شي و نفيق تاني يوم على شي مختلف تماما. كل يوم لازم تكون جاهز لتواجه الأرقام الصادمة و تحضّر حالك لإستقبال المجهول و شو حامل معو.
ممكن حدا شاف صورة عالنت. قافلة شاحنات عسكرية طويلة عم ينقلو التوابيت من المدينة لأنو ما بقا في محلات بالمقابر و آخدينن عمطرح تاني. بيندفنوا و ما حدا عم يودعن، لا اهل و لا قرايب.
٢٧٠٠ صار عدد الإصابات بين اطباء و ممرضين، و اكترهم، يعني تقريبا شي ١٧٠٠ بس بآخر ٥ ايام. يعني اصابات الجسم الطبي هيي تقريبا ٨ % من اجمالي الإصابات. في نقص كبير بوسائل الحماية الشخصية و كمان صعوبة بإنك تلاقيها بسبب إغلاق الممرات الحدودية، لذلك احيانا بتضطر انك ترجع تستعملها. يعني نحنا بخطر دايم، بنعرف انو عم نخاطر كل يوم، و عم نختبر الخوف المستمر، من انو نحمل الفيروس على بيوتنا و نخاطر بأهلنا و بولادنا.
النقص مش بس بوسائل الحماية، كمان بالأطبّا و الممرضين. الدولة بتحاول جمع اكبر عدد منن للعمل، حتى اللي بعدهم ما عملو امتحان التأهيل يعني الكوللوكيوم او اللي عم يعملوا إختصاص يعني residents و بعدن ما خلّصوا. كمان كتار من الأطبا اللي طلعو عالتقاعد رجعوا التحقو من جديد بمراكز عملن السابق او بمراكز جديدة. الطاقم التمريضي مُنهك اكتر من الطاقم الطبي، و في نقص هائل بالأعداد، كل يوم بتوصل دفعات جديدة إن كان محليين او من برا.
العمل بحالة طوارئ مستمرة مش سهل ابدا و بدك تكون دايما واعي و جاهز.