سفيرة لبنان في اسبانيا لـ النهار: 4 اصابات بكورونا في صفوف الجاليّة و120 طالباً يريدون العودة الى لبنان

لن تتمكّن إسبانيا من الخروج من أزمتها في الأمد القريب، فالأيّام المقبلة ستكون أسوأ من التي مضت، إذ إنّ الترجيحات حسب الصحف العالمية تشير إلى أنّ عدد الإصابات بالكورونا لم يلامس الحدّ الأقصى المتوقّع. ولمواجهة الوضع المتأزّم، افتُتِحَت مستشفيات ميدانيّة لاستيعاب المرضى وتقديم المساعدات الملائمة.

سُجِّلَت حتّى الساعة حوالى 48000 إصابة في ارتفاع دراماتيكي في البلاد، وقد تمّ التصريح عن 5552 حالة جديدة خلال الـ24 ساعة المنصرمة. وأشارت وزارة الصحّة الإسبانية إلى أنّ الإصابات تتمركز خصوصاً في العاصمة مدريد وكاتالونيا. وحسب السفارة اللبنانيّة، بقي حوالى 200 طالب لبناني في الداخل الإسباني؛ وأكثريّتهم تتواجد في مدريد وبرشلونة. تشرح السفيرة هلا كيروز لـ"النهار" أنّ 120 منهم يطالبون بالعودة إلى الوطن ويأملون الرجوع إليه في 29 نيسان. "الجالية المقيمة في إسبانيا لا تعاني من مشاكل كبيرة، لكنّ السياح والعابرين والطلّاب هم الأكثر تضرّراً في ظلّ هذه الأزمة". علِق ثلاثة سياح: زوجان في برشلونة، وشخص في مدريد. وضعهم دقيق لأنّ الفنادق مقفلة حسب توجيهات الحكومة الإسبانية، وهم يبحثون عن منزل يؤويهم. توضح كيروز أنّ السفارة أطلقت في ظلّ الأوضاع الراهنة، خليّة أزمة بالتعاون مع القنصلية في مدريد والقنصل الفخري في برشلونة و3 أطبّاء لبنانيّين لمتابعة أوضاع الرعايا وبالأخصّ الطلّاب.

4 حالات كورونا ضمن الجالية

تتابع لجنة الأطباء 4 حالات كورونا مثبّتة مخبريّاً ضمن الجالية في إسبانيا، كما تهتمّ بأفراد ظهرت عليهم عوارض لكنّ حالتهم غير مؤكّدة. تُطَمئِن السفيرة كيروز أنّ المصابين بالفيروس يحجرون على أنفسهم في منازلهم، وأنّ حالتهم غير خطرة، وهم يعانون من حرارة مرتفعة وسعال دون مضاعفات تنفسيّة. "من المتوقّع أن يشفى قريباً ثلاثة منهم، أمّا الرابع فيلزمه وقت أطول للتعافي نظراً لتقدّمه بالسنّ".

نظرة من أرض الواقع

تروي المغتربة في إسبانيا، نايلة طحان عطية، أنّ الشوارع فارغة. تقطن الكاتبة والمدرّسة في تجمّع على بُعد ثلاث كيلوميترات من مستشفى ميداني يضمّ 5500 سرير، وقد استقبل حتّى الآن 1500 إصابة بالكورونا. "مدريد استيقظت اليوم على أكثر من 1500 حالة وفاة و12000 إصابة. حبّذا لو كنت أستطيع العودة إلى لبنان لأطمئنّ إلى حال أمّي التي خضعت لجراحة طبيّة، لكنني أعلم أنّني قد أنقل لها العدوى". تُكمل: "منذ ثلاثة أسابيع أصبت بأنفلونزا قويّة وشعرت بألم في الحنجرة. لكنّني لم أخضع لفحص كورونا... ولمّا علمتُ بأنّ دار عجزة بحاجة إلى مساعدات ومستلزمات، خاطرت وخرجت إلى السوبرماركت للتبضّع". تُحدّثنا عطيّة عن الخوف الذي ارتابها حين رأت مدريد فارغة، حيث لم يكن في الشوارع إلا دوريّتا شرطة وعدد كبير من سيارات الإسعاف.