«الأخبار»: لا كتب للمدارس الرسمية هذا العام؟ عزوف دور النشر عن مناقصة طباعة الكتاب المدرسي الوطني ومطالبة بـ «ورق مدعوم»

لم تشترك دور النشر الثلاث التي اشترت دفتر الشروط في المناقصة العمومية التي يجريها المركز التربوي للبحوث والإنماء لتلزيم طباعة سلاسل الكتاب المدرسي الوطني، وهو الكتاب المعتمد في المدارس الرسمية كافة، والمدارس الخاصة الراغبة باستخدامه. فيما بات الوقت داهماً لتأمين الكتاب المدرسي قبل الأول من أيلول المقبل، بعدما انتهى العقدان السابقان للسنوات الثلاث الأخيرة مع «شركة شمص للطباعة والنشر» (التزمت الكتب من الروضات حتى الثامن أساسي)، و«مكتبة لبنان - ناشرون» (من التاسع أساسي حتى نهاية المرحلة الثانوية). علماً أن الشركتين كانتا قررّتا المشاركة في المناقصة مجدداً، إلى جانب «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» لصاحبها تحسين خياط.
مصادر في الشركات الثلاث عزت عدم المشاركة في المناقصة إلى أسباب متشابهة، وهي أن دفتر الشروط لم يحدّد سعر الدولار الذي على أساسه ستُشترى المواد الأولية التي تُستورد من الخارج وتسعّر بالدولار، لا سيما الورق والحبر. وبحسب المصادر فإن «اللااستقرار» في سعر الدولار سيُلحق خسارة بدار النشر التي يقع عليها الالتزام، إذ أن «أحداً لا يضمن ألّا يرتفع سعر الدولار إلى 15 ألفاً في السنة المقبلة». المصادر اقترحت أن يكون الكتاب المدرسي الوطني مدعوماً من مصرف لبنان، كما الدواء والغذاء والنفط، و«عندها تستطيع دار النشر أن تؤمن موادها بحسب سعر محدد». ولفتت إلى أن دفتر الشروط حدّد مدة التلزيم هذه المرة بأربع سنوات بدلاً من ثلاث، كما أن على العارض أن يضع سعراً أعلى أو أدنى، فيما يحقّ للإدارة، أي المركز التربوي، إعادة النظر في الأسعار بعد سنتين، وهو ما دفع الدور الثلاث للعزوف عن المشاركة.

عزوف دور النشر عن مناقصة طباعة الكتاب المدرسي الوطني ومطالبة بـ «ورق مدعوم»

بناء على ذلك، جرى تعديل دفتر الشروط وأطلقت مناقصة ثانية سيُنشر الإعلان عنها في الجريدة الرسمية اليوم. رئيسة المركز التربوي ندى عويجان أكدت أن المركز أنهى الإجراءات اللازمة لإطلاق المناقصة الثانية، وقالت لـ «الأخبار» إن هناك صعوبة في دعم الورق بشكل عام، و«عندما نريد أن ندعم الكتاب الوطني ففي هذه الحال نكون في صدد دعم الملتزم الذي سترسو عليه المناقصة فقط، وبالتالي دعم عدد معين من الورق لا دعم كل الإنتاج الذي يعتمد على الورق، وهذا يحتاج إلى دراسة». وأوضحت أنّ «دفتر الشروط المعدّل أخذ في الاعتبار الوضع العام، ما يفترض أن يطمئن الشركات الراغبة في التقدم إلى المناقصة».
يذكر أن المعنيّين في قطاع النشر التربوي كانوا سابقاً يغلّبون الاتفاق بالتراضي على خيار المناقصة العامة التي ينصّ عليها القانون. وكان بضعة تجّار يتقاسمون العملية في ما بينهم، فتذهب الطباعة إلى جهة، والنشر إلى أخرى، والتوزيع إلى ثالثة.