*وطن نهائي لمواطن مؤقت بقلم الشيخ غازي حمزة*

_وطـنٌ نهائيٌ لمواطن مؤقت_

ليس خطأً تاريخياً وجودُ لبنان . أو فاصلةً من التراضي بين الشعوب . كما الحالُ في الوطن العربي .فهو ليس ملحمة تاريخية ضمن السرديات والقصاصيين قديما وحديثاً . كما يُشاعُ على النحو العام. للبحث عن الهوية وما يساويها . وذلك قد يعود ولا يرجع لأسباب في ذهنية الحاكمين وتقصير المحكومين في معرفة أترابهم وأجدادهم .مع إضافة العامل التاريخي الهجين للمناهج الدراسية والبرامج السياسية. والتى تشكو من خلل الإنتظام في هندستها للإنسان السوي. والعقل المبدع في إنتاجيته الفكرية والبحثية. من خلال تركيبتها وإيديولوجيتها الإستنجادية والإستجدائية في المعلومات والمعارف. بدلاً من التأسيس لنواة الإستقلاليات العقلية والمكانية في النمو والتطوير. بل إعتمدت التأبيد والتصنيم مع شئ من التحنيط لمفاهيم آنية. بعناوين سياسية.

وهندسة العقل وتنظيم الذهن مسائل تحفيزية وليست تعجيزية. تزرع روح الإبداع والتنوير بدل التبعية والنقص في المواطنين.

فالنهائيةُ والخاتمية والأبدية وما شاكلها من ألفاظ في علم الدلالة .ومصطلحات الفلاسفة. قد تختلف في جوهرها عن البداية والنشوء والمقدمة. كما هو المعنى والجوهر .أيُ لفظ يقابله معنىً على نحو الإختصاص . فالنهاية على حد التناقُض من المؤقت .

فالوطـن مر عليه ما مر . من شعوب وقبائل .وأمم وعشائر وأفراد وجماعات .وثقافات وحضارات. وقوانين وديانات. ومذاهب وطوائف ثم أحزاب وأعراق . وما لا تنتهي ألفاظه بمعانيها. هــو نهائي لجميع أبنائه. مع الحفاظ على خصوصيات الاقارب ولارحام فيه ومعه. إذ لا يمكن العزل أو الإلغاء لأحد من أحد .بمدلول العيش المشترك وليس التعايش. والذي معدنه في كيانه الإيمان بكل أبعاده الدينية والإنسانية ،وتحددهما المعرفية والعمليه في الكفاءة والمرونة .لتحديد الوظيفة والدور على المستوى الوطني ثم على شاكلة المواطن الفرد. الذي يحمل أوزاراً لا شأن له بتفاصيلها.


فلبنان بحضارته التاريخية كان بين سرديتين كبيرتين عظيمتين. البابلية والمصرية. يحمل الحرف والكلمه. وبين ديانتين سماويتين تظللهما المحبة والرحمة .كان يحمل فوق ترابه مغاور وكهوف نور وسلام.

وبواحته المشرقية العربية .يحتضن لغة الإلتقاء والنقاء من مفكرين وباحثين وفلاسفة وعلماء .وفي خاصرته رئةُ تنفس منها كل مجاهد ومناظل طالبًا الحرية لمواطن في وطـن ليس مؤقتاً بل نهائياً له.

فلبنان ليس ممراً او معبراً للمترفين .او خلوة في لحظة ما لمواطن أصابته الغفلة من حفل ماجون أو جنون. لكنه عوداً ابدياً لأبنائه بكل اطيافهم من دون البحث في أشكالهم واطيافهم .أو الحديث عن عاداتهم وتقاليدهم.

انه لبنان لوحة قد رسمها الخالق بعنايته وخصائصه. نهائي لجميع مواطنيه. من دون التعلق بسرديات ماضويه تربطه بمستقبل مجهول.
فالوطن يحتاج في نهوضه لعلماء قبل الولاء. للاشخاص .والموطن يحتاج لهوية وليس لهواية. كي يشعر بالإنتماء.
وأنه شريك بصناعة وصياغة القرار في وطنه. لكي لا يكون وجوده مؤقتاً أو عابراً لغيره .وإن إنسانه هو القيمة المضافة في الوجود. من دون تنازع وتخاصم طائفي أو مذهبي بظاهره. لكنه عشائري وعصبي في جوهره.

فلا معذرة للمؤسستين الكريمتين الدينيه والسياسيه. إلا التصالح مع نفسيهما بالحقائق. قبل التوجه للإنسان بالواقع. على أنه أخ لأخيه وشريك معه في الوطن والمواطنيه. من دون متاريس خاصه. وأن التمايز بينهم .هو تسابق ثقافي نحو الأفضل. ولاسيما إن الحداثة والتطور .أصبح لغة الشعوب .وليست الصنمية وتأبيد التخلف برموز .قد مر عليه الزمن المؤقت .وبقي الوطن النهائي… والسلام

… الشيخ غازي حمزه