كورونا يودي بحياة الطبيب اللبناني محمود (36 سنة).... سافر ليشارك في مؤتمر طبي، فالتقط العدوى وتدهورت حالته بسرعة... اب لـ3 ابناء قضى في الغربة الموحشة

لا يزال #كورونا "مستشرساً" حول العالم، حاصداً المزيد من الضحايا، مع عجز الأطباء على معرفة "السلاح" الذي يجب أن يحارب به. وممن سقطوا بعدما أصابهم الفيروس المستجد طبيب لبناني من الشمال، هو الدكتور محمود دبوسي الذي هاجمه "عدو" البشرية الجديد، ليسلم الروح بسببه في الأمس.

رحلة "الموت"
من الكويت قصد الطبيب دبوسي مصر، لتلبية دعوة حضور مؤتمر، وإذ بالفيروس يهاجمه هناك، قبل أن يفتك به وينتصر عليه. ووفق ما قاله عم الضحية الحج محمد لـ"النهار"، فإنّه "قبل نحو الشهر انتقل محمود وعائلته الى مصر لحضور مؤتمر، واذ به يصاب بفيروس كورونا، دخل الى المستشفى هناك للعلاج. تواصلت معه بشكل يومي، كان يخبرني عن حاله، اطلعني كيف يشعر بضيق في التنفّس وغيرها من عوارض كورونا، الى أن وصلت العوارض الى رئتيه فامتلأتا بالماء، أخبرني أنّ الأطباء سيعملون على سحبها، في الأمس اتصلت به من دون أن يجيب، ليصلني خبر وفاته عند الساعة الثانية من بعد الظهر".

رحيل مؤلم
ابن طرابلس ولد في أبوظبي وترترع فيها، تخرّج من الجامعة طبيباً في العيون، كان مقيماً في الكويت منذ نحو الخمس سنوات، وآخر مرة قصد فيها لبنان كما قال عمه، "السنة الماضية لانجاز معاملات لزوجته"، وأضاف: "هو والد لثلاثة ابناء، يبلغ من العمر 36 سنة، لم يكن يعاني اي مرض قبل ان يهاجمه الفيروس متسبّباً بموته"، وأضاف: "تم دفن جثمانه في مصر، كون من كان برفقته قرّوا ذلك".

رحل محمود تاركاً عائلته وكل من عرفه بحالة صدمة على فراقه، فالطبيب الخلوق الذي عُرف بإنسانيته كان بصحة جيدة ويمارس حياته بشكل طبيعي، قبل أن يكتب القدر له رحلة عمل الى مصر ويجبر على خط السطر الأخير من رحلة عمره على الارض بفيروس ظهر فجأة، اربك دول العالم التي تقف عاجزة حتى الساعة أمامه.

معارف محمود نعوه على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" حيث عبروا عن حزنهم العميق لخسارة شاب وطبيب خلوق، كان من خيرة الناس، طالبين من الله أن يصبّر أهله وعائلته على المصاب الكبير ويلهمهم الصبر والسلوان على فراقه.

النهار-اسرار شبارو