موسكو تشجّع لبنان للتعاون مع سورية .. روسيا: ظروف عودة النازحين إلى بلدهم متوفرة

ترسم زيارة الوفد الروسيّ للبنان برئاسة المبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إطاراً حركياً للمقاربة الروسية القائمة على دعوة دول المنطقة لفك ارتباط استحقاقاتها وقضايا بدعوات الانتظار المعلّقة على حبال الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي تدخل المنطقة والعالم في سنة من الفراغ إذا تمّ اعتمادها خطاً فاصلاً في رسم السياسات، وأزمات المنطقة ومنها لبنان لا تملك ترف الوقت للوقوع في هذا الفخ. والمبادرة الروسيّة الداعية لمشاركة لبنان في مؤتمر النازحين الذي دعت إليه الدولة السورية تأتي ضمن هذا الإطار.


وناقش رئيس الجمهورية مع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف الذي يزور لبنان على رأس وفد من الدبلوماسيين والعسكريين، المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين والمؤتمر الدولي الذي سيُعقد في سورية حول هذا الموضوع في 11 و12 تشرين الثاني المقبل.

وأكد عون أن انعقاد مؤتمر جديد للبحث في قضية النازحين السوريين يمكن أن يساعد في إيجاد حل مناسب لهذه المسألة الإنسانية. كما شكر رئيس الجمهورية موسكو على دعمها للبنان ولا سيما بعد انفجار المرفأ، داعياً لتقديم المساعدات الدولية للنازحين السوريين في سورية لتشجيعهم على العودة. وأكد المبعوث الروسي وقوف روسيا الى جانب لبنان في الظروف الصعبة التي يمر بها، متمنياً مشاركة لبنان في المؤتمر الدولي المخصّص لعودة النازحين.

وبحسب مصادر رسمية لـ«البناء» فإن الوفد الروسي نقل إلى المسؤولين الذين التقاهم بأن روسيا والرئيس فلاديمير بوتين شخصياً يعلق أهمية كبيرة على عقد المؤتمر لعودة النازحين السوريين وتمنى الوفد مشاركة لبنان على مستوى رفيع نظراً لأهميته بالنسبة للبنان والمنطقة.

وتعتبر روسيا، بحسب المصادر، أن ظروف عودة النازحين إلى بلدهم متوفرة لاعتبار أساسي أن الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الدولة السورية أصبحت آمنة، وبحسب الوفد فإن التقديرات الروسية الميدانية تؤكد بأن النازحين يريدون العودة الى ديارهم.

وتبذل روسيا، بحسب المصادر، جهوداً لضمان مشاركة أممية في المؤتمر مستفيدة من مشهد التهدئة في المنطقة. ويرى الروس بأن هناك أولوية أساسية لاستكمال عودة النازحين بالتزامن مع تأمين الحياة الكريمة لهم في المناطق الآمنة لناحية إعادة بناء البنى التحتية والصحية والتربوية وغيرها من ظروف العيش والتي ستكون محور مناقشات مؤتمر دمشق. وسيضم الوفد الروسي، بحسب المصادر، حوالي 160 شخصية يمثلون حوالي 48 وزارة ومؤسسة في روسيا الاتحادية.

عقد المؤتمر في هذا التوقيت يطرح إشكالية مشاركة لبنان فيه ما يعيد إحياء الخلاف حول العلاقات اللبنانية مع سورية عشية عودة الحريري إلى المشهد السياسي من زاوية رئاسة الحكومة المرتقب تأليفها

.البناء