كرامات “ساري” في الجنوب لا تنصفه: عبد صالح وليس نبي ونزاع على هوية!!

تحقيق | هبة دنش –znn

حظي جنوب لبنان بزيارة وإقامة بعض الأنبياء والرسل، إذ تكاد لا تخلو قرية أو بلدة من مقام أو آثار مقام لنبيّ من الأنبياء، أو وليّ من الأولياء الصالحين، وكثرت المقامات المنسوبة إليهم.

في ساحل الزهراني مقامين في بلدتي عدلون والغازية، لنبي واحد هو النبي ساري، رغم أن ليس هناك معلومات موثقة بدقة عن النبي ساري ونسبه والحقبة الزمنية التي عايشها، الا الذاكرة الشعبية. “لا أظن أن ساري كان نبيا لعله عبد صالح، وأغلب الظن أنه من اليمن الموالين لأهل البيت، جاء وأقام في المكان، وكان عارفا ومن أهل العلم”، يروي عبدالله إبراهيم ابن بلدة عدلون، ويتابع: “لأن إبن بطوطة من حوالى 750 سنة مر في عدلون ووجدها خاوية من السكن وبيوتها مهجورة وخربة، ووصف محيطها ولم يأت على ذكر ساري أي أنه لم يكن موجودا وهذا يثبت أنه ليس نبي”.

الشيخ علي خازم ذكر أن النبي ساري “من أنبياء بني إسرائيل، وأكد هذا الإعتقاد ما نقله من شاهد جنود الإحتلال الإسرائيلي في اجتياح 1982 يفتحون خريطة أمامه ويخلعون أحذيتهم قبل دخول المقام في عدلون وينقل أنهم قالوا إنها خريطة مقامات أنبيائهم في لبنان”.

في بلدة عدلون تحول المقام من غرفتين قديمتين مباركتين الى تحفة فنية وصرحاً دينياً سياحياً، يطل على البحر وبساتين الليمون وقد أحيا البلدة، وجعل الناس تقصده في طريقها الى الجنوب ذهاباً وإيابا لإيفاء النذورات، لكن لا أحد يعلم من هو ساري، يقولون: “ساري سكان البراري”، والنبي ساري سار في الارض وانتقل من مكان الى آخر من اجل تبليغ رسالة معينة.

وقد كشف الشيخ علي خازم بنفسه على صخرة الضريح في عدلون الموافق لأحكام الدفن الإسلامية في الإتجاهات ولم يجد أي نقش في كل البناء القديم ما يدل على صاحب المقام وتاريخه، وقال: “تتحدث الأسطورة عن وجود نفق يربط المقام بشاطئ البحر في منطقة تسمى العواميد وهي بقايا تماثيل صخرية عبر مغارة عدلون المشهورة هناك”. ويستدلون لذلك بأن ديكا فقد في محيط المغارة ووجد في المقام. ويقال أن الولي المنسوب إليه المقام كان يتنقل بين البحر ورأس التلة مستترا في عبادته.

في بلدة الغازية، مقام آخر للنبي ساري، غلب عليه الإهمال، ويعود لوقف الطائفة السنية في صيدا. المقام مؤلف من غرفتين، غرفة صغيرة يوجد في داخلها قبر النبي ساري، لكن هذا لا يعني بحسب أهالي البلدة أن النبي ساري قد يكون مدفونا داخل هذا المقام، هو فقط مر من هنا. ومحراب للصلاة، وغرفة أخرى كانت تسكن فيها إمرأة عجوز، تستقبل النذورات التي يحملها الناس، وتهتم بالمقام، وعندما توفيت خادمة المقام، أخذ المؤمنون في البلدة إعادة ترميمه لما لمسوه من كرامات وألطاف واستجابة دعاء ببركة الاستشفاع بالنبي ساري، وتحول المقام مزارا مقدسا، يرفعون له النذور أملا بتحقيق مآربهم. بعد أن غلب عليه الإهمال.

يروى عن خادمة المقام أن إمرأة من خارج البلدة: “رأت النبي ساري في الحلم، عندما كان زوجها مخطوفا، وطلب منها أن تنذر له، وتزوره في مقامه في الغازية”. بحسب روايات الأجداد والعامة “ساري” نبي، لكنه ليس من أولياء العزم، فيما يؤكد الشيخ حسن الزين أن النبي ساري “ولي” أو عبد صالح وليس كما يُنسب أن هذا المقام هو من قبور الأنبياء.