ذات عيد مقالة للشيخ غازي حمزة

_ذاتَ عيدٍ_

كُنا نتسمرُ خلفهُ ننتظرُ فجرهُ. من دون ان ننتظرَ فجوُرَ الايام. ونتسابقُ بين الهدايا المُتواضعةِ كي نُقدمها اسلحةً بين الاصدقاء.
ولا تعنينا شمسُهُ الا بدفئها الساكن بين الالعاب.

ذاتَ عيدٍ ; كانت الوانُهُ استهلالُ وجوهَ الجيران .ونغماتُ الرحمة بين الناس. فلا ملذات ولا ملاذ الا الوُجوه المُتربعةِ فوق رغيف الخُبز الاسمر .بطعم الارض.

ذات عيد: كانت سواقيه اماني واحلام تستذكرُ المواضي من الاحتفاء بقدومه النفيس وبهائهِ المُشرق مع جفون الاطفال.

واحلامهُم عصفٌ بين الكبار من حكايا ورزايا. يسترقون السمعَ كي يفهموا لُغة الحنين والتسامُح.
او.. ليبتهجوا بمائدة هُنا وثوب هُناك.

ذات عيد; تدلىَ في جُموعه ومجموعه على الناس .كي يتصافحوا ويتمالحوا .اعلاناً بدفن الضغائن.

ولم يكنُ العيدُ اثماً وعبئاً او شوقاً لميت او مُهاجر .
ترتسمُ حسراتهُ بين الجُدران. او شجرةً تلتفُ من حولها الانوار.
كما لم يكن قولاً في هلال وتنازُعاً في أراء غيرنا

ذات عيد; كنا نحلمُ كغيرنا من البشر بسعادة لا توصف. من دون كآبة و وجل.
فكانت كل المُعاناة تعنيها.
كل عام وانتم بخير.

*الشيخ غازي حمزة*