الشاب محمد طليس (29 سنة): لعب كرة القدم مع أصدقائه، أغمض عينيه الساحرتين ورحل بعد أن خانه قلبه باكراً

ما أقسى الموت حين مباغتةً يخطف منا عزيزاً... يستل من قلوبنا من نحبهم... نلتمس أجسادهم بحثاً عن دفء اللمسات فنجد فيها برودة مريبة.... نقبل وجنة لطالما رسمت ابتسامة أنارت لنا الدنيا فنجدها قد تحجرت ملامحها ولا ترد بمثل حفاوة لهفتنا.... أن يأتي الموت من نحبهم نياماً في غفلة... نوقظهم فلا يستيقظون... لا يلبون نداء أم مفجوعة بابنها الشاب... ابنها الذي ربته لتباهي به أهل السماء كما أهل الارض أخلاقاً وطيبة... قبل أن تدرك أنها ستلقاه للمرة الأخيرة.. وستناديه للمرة الأخيرة مودعة... "بكير يا حمودي".... 

حزين كان يوم الميلاد على أهل بريتال والجوار بالأمس بوفاة الشاب محمد عباس طليس (29 سنة)... الشاب الطموح الخلوق المقدام الذي استحق عن جدارة ترقيته، على صغر سنه، الى مراكز ادارية متقدمة في بنك الموارد كان على موعد مع موت مبكر... فبعد أن لعب كرة القدم مع أصدقائه ليل الاثنين، كما روى مقرب من العائلة لموقع "يا صور"، عاد الى منزله، استحم ونام، مغمضاً عينيه الساحرتين على أحلام وأمانٍ كثيرة لم يسنح له تحقيقها بعد.... تأخر في نومه على غير عادة... فجاءت أمه لتوقظه... مرة تلو الأخرى..... لتكتشف الفاجعة... قلب "محمد" خانه باكراً... توقف عن النبض بعد ذبحة قلبية مفاجئة، وتوقفت معه قلوب الاحبة المصدومين.... 

بعد قليل، سيحتضن ثرى بريتال جثمان الشاب الفقيد... سيرويه الأهل والاصدقاء بدموع اللوعة والحسرة... سيمشون في موكبه مشيعين بعد أن تمنوا أن يمشوا في موكب زفته عريساً... وسيحرس من عليائه أباً وأماً وأشقاء ما صدقوا بعد أنه سيكون الوداع الأخير....