إفتتح المنتدى الحواري الشبابي العربي والتواصل الاجتماعي من أجل شباب واع ومحصن من الأفكار الضالة، في فندق الساحة في بيروت، برعاية وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، وتنظيم وزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع جامعة الدول العربية – قطاع الشؤون الاجتماعية – غدارة الشباب والرياضة، وبمشاركة نحو 60 شابة وشابا يمثلون سوريا والأردن وفلسطين واليمن وقطر والكويت وجيبوتي وسلطنة عمان.
العتيبي
بداية النشيد الوطني، وتقديم الحفل من قبل رئيس مصلحة الشباب في الوزارة جوزف سعد الله، الذي عرف المنتدى وأهميته على صعيد الشباب، ثم ألقى ممثل جامعة الدول العربية عضو الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب خالد العتيبي، كلمة، أعرب فيها عن سعادته ب”المشاركة في هذا المنتدى في لبنان”، ناقلا “تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وتمنياته بالنجاح لفعاليات المنتدى”.
وقال: “إن منتدى الشباب العربي والتواصل الاجتماعي، يناقش موضوع من أهم الموضوعات المطروحة على الساحة، وهو زيادة وعي الشباب وتحصينه من الأفكار الضالة والمتطرفة”، محذرا من “الاستخدام السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، لما له من تداعيات سلبية على مستقبل الشباب، فيما يجب استغلالها لتقوية شخصيتهم، ولذلك جاءت موافقة الجامعة العربية، على إقامة هذا المنتدى وتقديم الدعم لإنجاحه”.
فنيش
ثم رحب فنيش ب”ممثلي الدول العربية الشقيقة”، مؤكدا أن “لبنان سيبقى بلد الانفتاح والتواصل والالتزام بروابطه الأخوية مع أشقائه وصداقاته، التي تخدم قضايا الأمة العربية وتحقق مصالحها”.
وتحدث عن “أهمية التطور التكنولوجي وتأثيراته على الشباب ودورهم، أو على الرياضة”، معددا خمس نقاط.
بداية، مع التكنولوجيا، التي لم يعد من الممكن السيطرة عليها بالوسائل البوليسية، والعمل على الاستفادة من هذا التقدم، بوجه إيجابي، وعدم تركها تلوث وتعبث بفكر شبابنا، ووضع التكنولوجيا في خدمة المجتمعات وتواصلها والاستفادة من تجاربها، بما يحقق الفائدة والخير المرجو منها”.
ودعا الشباب العربي إلى “عدم السماح باستخدام أي تحرك داخلي يدفعه إلى الاحتجاج على أمر ما، كتعبير عن رفضهم لحالة معينة، وصيانتهم من الاستغلال من الدول المعادية، والمنتهكة لحقوقنا العربية، والطامعة بثرواتنا، ومصادرة حرية الدول وقراراتها، التي لا تعير اهتماما لقوانين الدول، وتعتدي على سيادة الدول وقرارات الشعوب”، مشيرا إلى “ما يقوم به العدو الصهيوني، وما يلقاه من دعم لا مثيل له، من قبل الإدارة الأميركية، لا سيما في قضيتي القدس وضم الجولان”.
وشدد على “حمل الشباب لقضايا أوطانهم، ودورهم في الدفاع عنها، ومسؤولية الشباب كبيرة لنشر الوعي الوطني، وقطع الطريق عن المتطرفين لأي بلد انتموا، إضافة إلى أهمية الحضور الشبابي في ساحات العمل، والالتزام بقيمهم الثقافية الأخلاقية”.
وختم شاكرا “الشباب العربي على إقامة هذا المنتدى، في بلدهم لبنان، الذي سيبقى تموذجا للحوار والانفتاح والالتزام والمسؤولية، وتجربة شبابه وسلوكهم ودورهم، في تحرير أرضهم، وحماية أمن وطنهم وحضورهم السياسي ووعيهم الثقافي”.
الندوة الأولى
وانطلقت بعدها، أعمال المنتدى، مع الندوة الأولى، التي عقدها الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي علي أحمد، تحت عنوان “وسائل التواصل الاجتماعي والاستخدام السياسي”، فأكد أن ” 15% من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، هم من العرب، ما يكاد يجعل اللغة العربية، هي الثانية عالميا، المستعملة على تويتر”، متطرقا إلى “غياب التأثير العربي الفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي، مما يعني غياب الحديث الجدي عن القضايا الأساسية، فنجد مثلا أن أول 20 عربي من المغردين على تويتر، هم من الفنانين، فيما السياسة غائبة، حتى الحسابات الوهمية، التي عادة يتم استخدامها للترويج لحالة معينة ليست موجودة بفعالية”.
وتحدث عن “ماهية وجود موقع فايسبوك، ولماذا هو مجاني”، مشيرا إلى أنه “ليس كذلك على الإطلاق، حيث يضم في دراسات سابقة أكثر من 900 مليون مشترك، يساهمون في أرباح الشركة المؤسسة، التي تجاوزت 80 مليار دولار، وأن اصل نشأة مواقع التواصل هو تجارة المعلومات”.
وأشار إلى “معارك المعلومات التي باتت جزءا من حروب الدول، عبر الجيوش الرقمية، مما يعني قيام حروب الجيوش الألكترونية، وأخطرها التي يستخدمها العدو الإسرائيلي، والتطبيقات الألكترونية التي يطرحها أمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والتي باتت تشكل منصة خطيرة للجيوش الرقمية، التي تخدم المصالح الإسرائيلية، ومن أهدافها فرض التطبيع بطريقة ناعمة، يجب التنبه إليها، حفاظا على تمسك الأجيال المقبلة بالقضايا العربية، وعلى رأسها تأكيد مقاطعة العدو الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية”.
بعدها، دار حوار بين أحمد والمشاركين، ورفع توصيتين، أولاهما: العمل على مبادرة واحدة، لأجل تجمع شبابي لخدمة الأمة العربية وفلسطين، على وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة التطبيع.
وثانيهما، الحفاظ على سلامة وأمن الناشطين على وسائل التواصل، خصوصا الفئة الشبابية.
الندوة الثانية
تحدث فيها، العقيد جوزف مسلم، ودارت حول “قراءة تجربة رائدة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”، وهي تجربة قوى الأمن الداخلي في لبنان.
وتحدث مسلم عن “أهداف إنشاء التواصل الاجتماعي الخاص بمؤسسة قوى الأمن الداخلي، ومنها تعزيز الثقة بين الأمن والمجتمع، مما يسهل عملية الاندماج فيما بينهما، والاستماع إلى تساؤلات الناس ومشاكلهم، التي يكون بعضها من النوع الخطر، الأمر الذي يساعد على تعزيز الأمن القومي”.
وتناول في حديثه “المصداقية والموضوعية والشفافية في طرح المشاكل، والحفاظ على المشاعر الإنسانية، من خلال التواصل الاجتماعي، الذي يساهم في تعزيز التواصل الأمني، والترويج لعملية التوعية من خلال التواصل الاجتماعي، الذي هو عالم افتراضي، لكنه فعليا، يتحول إلى عالم حقيقي في الممارسة، من خلال “هاشتاغات” يطلقها موقع قوى الأمن مثل “تسبح_عخير” لتوعية الناس من المخاطر، التي قد يعرضون أنفسهم لها، وهو “هاشتاغ” تحول إلى “ترند” من خلال الحملة التفاعلية معه، وكذلك “هاشتاغ” كلنا_للوطن” الذي وصل عدد المتفاعلين معه، إلى 35 مليونا، وأيضا “سرعة_او_جنون” للتوعية من مخاطر السرعة على الطرقات، وغيرها من التحذير من مخاطر المخدرات وشرب الكحول، المترافق مع قيادة السيارات واكتساب المعلومات، ومناهضة العنف الأسري”.
وطرح مسلم “دراسة حالة التعاطي على موقع التواصل، لقوى الأمن الداخلي، مع صفحة “وينية الدولة” على مواقع التواصل، والتعاون المثمر مع قوى الأمن، للتأكيد أن الدولة موجودة وحريصة على الأمن، ودراسة حالة شكوى من أحد المواطنين، مما يؤكد حرص قوى الأمن على أمن المواطنين والعمل على حل مشاكلهم”.
وشرح “كيفية التواصل مع صفحة قوى الأمن، لكشف الجرائم وإيقاف المتسببين بها”، عارضا “بعض النماذج، وسرعة تفاعل قوى الأمن في التعامل معها”.
وختم بعرض “بعض الحالات الإنسانية التي تعاملت معها قوى الأمن، المساهمة في خدمة المجتمع، وضرورة التواصل مع قوى الأمن عبر صفحة “بلغ”، ليكون المواطن شريكا، في صنع الأمن للمجتمع”.
وفي الختام، تم رفع توصيتين إلى الجامعة العربية، أولاهما: تعميم تجربة قوى الأمن الداخلي اللبناني على قوى الأمن الداخلي في العالم العربي، وثانيهما: تأليف كادر شبابي من المجتمع المدني، لمساعدة قوى الأمن الداخلي في البلاد العربية.
المصدر:
الوكالة الوطنية