تشكّل الامتحانات الرسميّة عبئاً نفسيّاً ومعنويّاً على كثير من تلامذة صفوف الشهادات، خصوصاً على مرشّحي الشّهادة المتوسّطة الذين “لا خبرة لديهم” كما يحلو للبعض القول.
ويعود هذا العبء إلى المنهج الدّراسي من جهة، والرّعب الذي تنشره الأقاويل والأخبار المضخّمة بين صفوف التّلامذة، إلى ضغط الأهل. قليلون هم الذين لا يكترثون لهذه العوامل، وكانت أبرزهم لهذه السنة التّلميذة ديما الحسيني، ابنة عيتا الشّعب الجنوبيّة، وتلميذة مدرسة سيدة البشارة – رميش (OLAS) والتي نالت معدّل 19.14 في امتحانات الشهادة المتوسطة – البريفيه. هي التي درجت المدرسة على إعفائها من امتحاناتها منذ الصف الأول، اعتادت على النّجاح والتّفوّق، وكلّلت جهودها التي بذلتها مع بداية العام الدراسي، والذي “تيقّنت منذ أوّل حصّة أنّه عامٌ حافلٌ بالعقبات والصّعوبات التي عليها اجتيازها بجهدٍ”، بحلولها في المرتبة الأولى على صعيد مدارس لبنان كافّة.
“فاقت النّتيجة حساباتي وتوقّعاتي”، تقول الحسيني لـ”النهار”، وتتابع: “كنت أضمن نيل علامة 18، وأرجو نيل درجة ممتاز، لكنّني لم أتوقّع يوماً أن أحصل على هذه العلامة”، مشيرة إلى أنّ التّوتّر الذي عانته عشيّة اليوم الأوّل من الامتحان، اختفى تلقائيّاً لدى دخولها القاعة، فـ”ليس للكاميرات أي رهبة على التّلميذ الذي أتمّ واجباته طوال السّنة”، تقول واثقةً.
ديما الحسيني، أو التّلميذة المتفوّقة، تحضّرت بصرامةٍ وعزمٍ للامتحان، واستحقّت بالتّالي نجاحها السّاحق، فقد نظّمت وقتها وقلّلت من استخدامها مواقع التّواصل الاجتماعي ومشاهدتها التّلفزيون.
تتابع ديما: “لقد أتت الأسئلة عاديّة جدّاً ككل عام في أغلب المسابقات تقريباً. الامتحانات الرسميّة تجربة مميّزة، وتترك ذكرى جميلة عند التلميذ، وبالتّالي لا داعي للخوف والقلق منها، فهي مجموعة مسابقات ليس إلّا”..
النهار