كيف نواجه خوف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة؟

مشكلة الخوف من الذهاب للمدرسة تبدأ عادة مع الأطفال الصغار دون مقدمات؛ فيُفاجأ الأهل في الصباح، برفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، ويشكو من آلام في البطن، ويبكي، وقد يحاول التقيؤ ويُلقي بنفسه على الأرض صارخاً من الألم الذي يدّعيه. هذه المشكلة تجعل الأهل يقعون في حيرة.في كثير من الأحيان يرضخ الأهل لمطلب الطفل ويدعونه يبقى في المنزل، حينها وفجأة، تزول جميع الأعراض الجسدية التي كان يشكو منها؛ فيتوقف عن البكاء وتذهب آلام البطن أو الصداع وكل ما كان يدّعي أنه يُعاني منه.

هذه المشكلة تجعل الطفل يتمادى في هذا الأمر، ويُكرّر فعلته في اليوم التالي، ما يجعل الأهل يقعون في حيرةٍ في كيفية التعامل معه، مع رفضه المتكرّر الذهاب إلى المدرسة. ويشعرون أنّهم في ورطة من عدم رغبة ابنهم في الذهاب إلى المدرسة مرةً اخرى.

الخوف والقلق أكثر بين الطالبات

تحدث عادةً مشكلات رفض المدرسة في بداية العام الدراسي، خصوصاً للطلاب المستجدين في المدرسة أو الطلبة الذين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة اخرى، مثل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة.

وعادة تكون هناك بعض المخاوف لدى الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة، مثل أن يكون لدى الطفل خوف على أحد والديه، حيث يخاف الافتراق عن والدته تجنباً لحدوث مكروه لها فيما لو تركها وذهب إلى المدرسة. وهناك بعض الأطفال يخشون أن تموت الوالدة أو الوالد، حين يكون هو في المدرسة.

هناك عوامل أخرى قد تكون أيضا سبباً في رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، مثل خوفه من بعض التلاميذ المشاغبين أو من بعض المدرّسين أو حتى من بعض الحيوانات، إذا كانت في طريقه إلى المدرسة.

مشكلة رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، ليست مشكلةً سهلة، فبعض الطلبة والطالبات يتوقفون عن الدراسة بشكل كامل ولا يعودون إلى المدرسة مرةً اخرى، ويصعب حل المشكلة بالنسبة لهؤلاء.

وتقول إحدى المعلمات، إنّ طالبة في المستوى الثالث ابتدائي توقفت عن الدراسة بشكلٍ كامل بسبب تهديد طالبة اخرى لها بضربها واستخدام العنف ضدها!

وفي مدارس الشبان، تكون المشكلة أكثر انتشاراً، نظراً لتكوّن مجموعات عنفية في بعض المدارس تقوم بالاعتداء على الطلاب الآخرين، وهذا قد يكون سبباً لرفض بعض الطلاب الذهاب إلى المدرسة.

خوف بلا مقدمات

مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة مشكلة يعاني منها كثير من الأسر وكذلك المدارس، خصوصاً في بداية العام الدراسي. حيث أنّ صعوبة هذه المشكلة قد تُصبح مزمنة، ويتوقف الطفل أو الطفلة عن المدرسة بشكل نهائي، أو يُصبح تغيّبه مستمراً عن المدرسة بسبب قلة حيلة الأهل في التغلّب على هذه المشكلة.

وفي الكثير من الأحيان، خصوصاً عند الأطفال الصغار، يأتي الوالد أو الوالدة مع الطفل أو الطفلة إلى المدرسة تشجيعاً له وحثّه على البقاء في المدرسة.

وهذا قد يستمر لفترةٍ طويلة تصل إلى شهر أو أكثر!. وهذا يؤثر على حياة الأسرة. فالأب يضطر الى التغيّب عن عمله، والوالدة قد يكون لديها أطفال آخرون بحاجة لرعايتها بالاضافة الى واجباتها المنزلية.

اما الحل، فيكون بألّا يخضع الأهل لابتزاز الطفل. فإذا رفض الذهاب إلى المدرسة على والده أو والدته إجباره على ذلك، حتى لو كان يبكي ويرمي بنفسه على الأرض أو يشكو من آلام في بطنه أو صداع أو أي ألم عضوي، فيجب إرغامه بالذهاب إلى المدرسة وعدم السماح له بالتغيّب عنها.

ينصح البروفيسور أيزك ماركس اهالي كل طفل أو طفلة يرفض أو ترفض الذهاب إلى المدرسة بألّا يخضعوا لرغبات الطفل، ويُجبرون الطفل على ذلك، لأنّ عكس ذلك سوف يخلق مشكلة صعبة في عودته مرةً أخرى للدراسة، كما أشرنا في بداية المقال. فإذا أعلن الطفل عن سبب معيّن في رفضه الذهاب إلى المدرسة، عندئذ يجب على الوالد أن يناقش هذا الأمر مع المدرسة، ويقوم بالتعاون مع إدارتها والمعلمين لحل مشكلة الطالب الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة.

بعض الأطفال يُعانون من مشكلات، يكون من أعراضها رفض الذهاب إلى المدرسة. فمن المحتمل أن يكون يُعاني من اضطراب وقلق شديد أو رُهاب شديد. وفي هذه الحالة يستدعي ذلك علاج المشكلة النفسية التي تمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة. وقد يحتاج الطفل الى رؤية أشخاص متخصصين في العلاج النفسي وربما بحاجة الى مراجعة طبيب نفسي متخصّص في الطب النفسي للأطفال.

ادارة المدارس والمعلمون لهم دور في تبديد مخاوف الطلبة الجدد، والتعاون مع أولياء الطلبة الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة. وأحياناً، قد لا يكون التعامل بشكلٍ صحيح، حيث انّ المدرسة تسمح للطفل بالتغيّب إذا أبدى أي مشكلات في المدرسة مثل البكاء والرغبة في الذهاب إلى المنزل.

وهنا على المعلمين ان يُحاولوا إبقاء الطفل في المدرسة وعدم السماح له بالعودة إلى منزله بل إبقائه في المدرسة، لأنّ ذلك يُساعد في التغّلب على مشكلة التغيّب والرفض. إنّ هذه المشكلة يُمكن التغّلب عليها بالتعاون بين المدرسة والأهل، وعدم تركها لتتفاقم بإهمال إيجاد حل من بداية المشكلة، لأنّ في ذلك تهديداً لمستقبل الطفل أو الطفلة.