الأوضاع الوبائية تتدهور: مقبرة خاصة لموتى 'كورونا' في بلدة جنوبية

بعد ازدياد حالات الوفاة الناتجة عن وباء "كورونا" في لبنان والتي وصلت الى اكثر من 70 حالة خلال الساعات الماضية .. وبعد تفشي الوباء في المجتمع .. خطت بلدة السكسكية في منطقة الزهراني (قضاء صيدا) خطوة يعتبرها البعض متقدمه في هذا المجال حيث استحدثت مقبرة جديدة خاصة بالمتوفين بهذا الوباء من اهالي الضيعة, وقد بوشر الدفن فيها وذلك نظرا لارتفاع عدد الاصابات واستعدادا لاي طارىء محتمل .

الا ن القصة لا تنتهي هنا .. فالمتوفي بوباء "كورونا" لا يستطيع احد الاقتراب من جثمانه الا من يتجرا ممن اصيب بهذا الوباء وشفي منه .. واللوعة والحسرة على المتوفي تكمن في ان الدفن يتم بغياب الاهل والعائلة من الاولاد والاحفاد والاقارب والاصدقاء .. يقفون بعيدا يودعونه ينظرون الى الجثمان بحسرة ولوعة ,يذرفون الدموع احساسا بالم الفراق بهذا الشكل .. وكل المراسم تتم بعيدا عن اعين عائلته الذين لا يتمكنون حتى من وداعه الا من بعيد .. ولا من اقامة مراسم العزاء له ..




ويقول السيد محمد مشلب (من قبل الاوقاف في البلدة) لقد اتخذنا في البلدة مؤخرا قرارا باستحداث مقبرة ندفن فيها موتى وباء "كورونا" بعيدا عن المقبرة العادية وقد بوشر بالدفن فيها حديثا لحصر وفيات مرضى هذا الوباء فيها تحديدا .. حيث تم اليوم دفن احد المتوفين بهذا الوباء وهو الثاني الذي يجري دفنه منذ استحداثها.

ويلفت مشلب الى انه يتولى عملية الدفن في هذه المقبرة فريق خاص من الهيئة الصحية الاسلامية او الدفاع المدني بكل مراسيمها ومستلزماتها من اولها اي منذ لحظة الاعلان عن الوفاة واجراء المقتضى المتعلق بهذا الامر وصولا الى احضار الجثمان من المستشفى الى المقبرة والدفن.. ويكون هذا الفريق مجهزا بلباس خاص وتعقيمات معينة..وحتى الجنازة لا يشارك فيها احد لا من اهل واقارب المتوفي ولا من الناس العاديين , ويقتصر التشييع على الفريق المختص واحد المشايخ الذي تنتدبه الاوقاف للصلاه عليه ويتخذ اجراءات الوقاية من "كورونا".. وحتى نحن كفريق من الاوقاف مهمتنا حفر القبر وتجهيزه ونغادر الى بيوتنا .

ويختم مشلب ..لذا فان "كورونا" ليس مزحة, واذا كنا نشعر بالم الوحدة ونحب اهلنا وعائلتنا والاصدقاء ,, وحتى لا نفقد اي غالي ونودعه بهذه الطريقة , ما علينا سوى الالتزام بالحجر وتطبيق الاجراءات الوقائية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة والتعقيم .. وذلك لحين ان يصبح اللقاء المضاد لهذا الوباء متوفرا ومتاحا في لبنان .