حلم الكهرباء 24/‏24 لا يتحقّق إلّا بالإتّكال على الذات.. نحو الطاقة الشمسية! (نداء الوطن)

كتب خالد أبو شقرا في صحيفة نداء الوطن:


سيوضع اللبنانيون في القريب العاجل أمام خيارين أحلاهما مرّ: العتمة، مع ما يرافقها من تعطيل كل أشكال الحياة المدنية، أو تأمين الكهرباء بالحد الأدنى، بكلفة خيالية. فالأمل بإصلاح الكهرباء كـ"أمل ابليس بالجنة"، فيما انهيار سعر الصرف ورفع الدعم عن المحروقات وارتفاع أسعارها محلياً وعالمياً، ستجعل من المولدات، إن تم تشغيلها، ترفاً، لا قدرة لثلثي الشعب اللبناني على تحمله.

 

طوال السنوات العشر الأخيرة أُهمل عمداً الخيار الثالث المتمثل بالطاقة البديلة. فخطط وزارة الطاقة المتدرجة من العام 2010 أيام الوزير جبران باسيل، مروراً بخطة 2017 للوزير سيزار أبي خليل، ووصولاً إلى خطة الوزيرة ندى البستاني لم تولِ مشاريع الطاقة الشمسية والهوائية أي اهتمام يذكر. فبقيت الطاقة المنتجة من الشمس بحدود 56 ميغاواط فقط، ولم يتم إنجاز مشاريع طواحين عكار الثلاث على الهواء، وذلك على الرغم من تلزيمها كما يرغبون وبأسعار باهظة. وعليه لم تتجاوز مجمل الكمية المنتجة من الطاقة البديلة 2 في المئة من أصل 12 في المئة، كانت الوزارة قد وعدت بها قبل نهاية العام 2020.


لا مفر من الطاقة البديلة

الفشل على الصعيد العام بانتاج الطاقة من المصادر النظيفة، والحاجة الماسة إلى بديل سريع يؤمن الكهرباء بكلفة مقبولة، دفعا الخبراء إلى تشجيع المواطنين على إنتاج حاجتهم من الكهرباء بأنفسهم. فـ"لا مفر من الإنتقال إلى الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء في ظل كل التوقعات التي تشير إلى حتمية ارتفاع سعر الكيلواط ساعة المنتجة من كهرباء لبنان والمولدات على حد سواء"، يقول رجل الأعمال مارون شراباتي. "فلبنان قد يكون من أكثر الدول التي تتمتع بامكانيات هائلة وغير محدودة لإنتاج الكهرباء. فعدد الأيام المشمسة، ونسبة الإشعاع المرتفعة، ونظافة الجو من الغبار، والمناخ المعتدل... ترفع كفاءة الألواح الشمسية". هذا بالاضافة إلى عنصر بالغ الأهمية يتمثل في تكوّن معظم المنازل ابتداءً من ارتفاع 300 متر وما فوق من طابقين أو ثلاثة. الأمر الذي يسمح بنشر الألواح الشمسية على أوسع نطاق.

"المشكلة الوحيدة التي سنواجهها تبقى بكلفة التجهيزات المرتفعة على الصعيد الفردي"، يقول شراباتي. "وهي تشكل عائقاً أمام أكثرية محدودي الدخل من الاستثمار بها". إلا ان تذليل هذه العقبة برأيه ليس أمراً مستحيلاً، فـ"بالإمكان تأمين التمويل من خلال إعادة تفعيل القروض والتسهيلات وتأمين المنح الدولية والمساعدات الخارجية لتحفيز استعمالها على نطاق واسع".

للقراءة الكاملة اضغط هنا