منذ "عقود"، وتُعتبر دمشق وجهة أساسية للباحثين عن "الجمال" و"الرخص" معاً. وفي العامين الماضيين، تكاثرت زيارات اللبنانيين التجميليّة إلى سوريا مع تهاوي الليرة اللبنانية أمام الدولار. وبالرغم من أن الليرة السورية تدهورت أيضاً، إلّا أنّ عمليات التجميل في دمشق تبقى أوفر بكثير، فالعمليّة التي تكلّف 2000$ في لبنان، يمكن إتمامها بـ300$ في سوريا.
ولكن، هل يُشكّل الطب التجميلي السوري خطراً على الطب التجميلي اللبناني؟ وكيف أثّرت الأزمة الإقتصاديّة في لبنان على نسبة عمليات التجميل؟
يؤكد طبيب التجميل د. نادر صعب، في حديث عبر "ليبانون ديبايت"، أن "ظاهرة هجرة اللبنانيين الموقتة إلى سوريا للخضوع لعمليات تجميل ليست جديدة، وقد تكون ازدادت بسبب الوضع الإقتصادي الذي نعيشه في لبنان"، لافتاً إلى أن "اليوم نسبة الناس الذين يخضعون لعمليات تجميل فاقت أي سنة أخرى، وخاصّة انها لم تعد إختيارية لعدد كبير منهم، بل أصبحت ضرورة قصوى".
وتابع: "وضعنا الإقتصادي مزري إلى درجة أن فحصيّة الطبيب أصبحت لا تتعدّى الـ10$، فالوضع الذي كنا نسمع عنه في بعض البلدان النامية أصبحنا نعيشه. ونحن نمرّ بأزمتين: كارثة إقتصاديّة وهجرة أطباء متميّزين، وهذا ما دفع عدد من اللبنانيين إلى اللجوء لسوريا من أجل الخضوع لعمليات تجميل".
وأشار إلى أن الأزمة الإقتصاديّة أثرت عليهم كأطباء بشكل عام، فنسبة ربحهم أصبحت أقل بكثير، لكن العمل قد زاد خاصة بعد هجرة أكثر من نصف الأطباء.
ولفت صعب إلى أنه "في عدد من البلدان، عمليات التجميل تكون رخيصة، لأنّ نوعية المستلزمات الطبية قد تكون أقل جودة من تلك التي يتمّ استخدامها في بلدان أخرى، أو التقنيات المتّبعة لإجراء العمليّات تقليدية. مثلاً عمليّة تجميل الأنف قد تحصل عن طريق "اللايزر"، أو بالطريقة التقليدية التي هي أوفر بكثير". كما نصح الناس الذين لا يملكون "ثقافة التجميل" بتوخي الحذر، كي لا يكونوا "ضحية لمواد رخيصة وخطرة قد تودي بحياتهم أو تشوّههم".
بدوره، اعتبر د. ابراهيم الاشقر، وهو إختصاصي أنف إذن حنجرة وجراحة تجميل، في حديث عبر "ليبانون ديبايت"، أن "هجرة اللبنانيين التجميلية الموقتة إلى سوريا بدأت منذ سنوات عدّة، كذلك إلى تركيا ومصر، لأن اليد العاملة في هذه البلدان تكون أرخص من غيرها".
ورأى أن "في هذا الوضع، من الطبيعي أن يبحث اللبناني عن الأرخص، ولكن هذه الظاهرة لم تزداد بشكل كبير كما يُشاع".
وتابع: "عملنا لم يتأثّر كثيراً لأننا بدأنا نتأقلم مع الأوضاع الراهنة، وخفّفنا من نسبة ربحنا من أجل مساعدة أكبر عدد من المرضى، فمثلاً بدلاً من أن يكون ربحنا 150$ او 200$ أصبح ربحنا 200 الف ل.ل. أو 300 الف ل.ل.".