الموت يخطف أنفاس اعلامي لبناني بعد فشل جهود انعاشه في المستشفى... حرم زوجته وطفليه وزملاءه منه وهم الذين ما نالوا حتى فرصة الوداع الأخير

قاد سيارته وتوجه إلى المستشفى للكشف عن الأعراض الصحية التي ظهرت عليه لأيام، إلا أنه قبل وصوله ركن سيارته ونزل منها غير قادر على إكمال القيادة، فضيق التنفس بلغ حده إلى درجة أن الأطباء لم يتمكنوا من إسعافه. أطبق عينيه إلى الأبد... هو الزميل في تلفزيون لبنان فاتشيه سيروريان الذي توفي في الأمس عن 46 سنة.

أعراض "ال#رحيل"

مسؤول قسم البرامج في تلفزيون لبنان الدكتور حسن شقور تحدث لـ"النهار" عن الراحل مسؤول قسم الغرافيكس، قائلاً: "عند الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس فقدنا فاتشيه في مستشفى أوتيل ديو". وشرح: "كان متوجهاً إلى المستشفى، إلا أن وضعه الصحي ساء، ترجل من مركبته وجلس على الطريق، ساعدته سيّدة، أوقفت سيارة أجرة نقلته إلى المستشفى، حيث سارعتُ أنا وزوجته إلى هناك، وقام الأطباء بمجهود كبير لإنقاذه، لم يوفروا أي جهد طبي، استخدموا مختلف التقنيات لإنعاشه، إن على مستوى الصدمات الكهربائية أو التنفس الاصطناعي وغيرهما، لكن للأسف أبى قلبه معاودة الخفقان". وعما إن كان فاتشيه يعاني من أي أمراض قبل وفاته قال شقور: "كلا، إلا أنه قبل نحو 3 أيام من وفاته شعر بضيق في التنفس، ظن أن الأمر طبيعي في ظل الضغوط التي يعاني منها المواطنون، وقد أجرى فحوصات طبية قبل يومين من وفاته، وعندما ازدادت عليه الأعراض الصحية توجه الى أوتيل ديو لمعرفة سبب ذلك، إلا أن الموت للأسف كان أسرع".

خسارة كبيرة

كان فاتشيه الوالد لتوأم كما قال شقور "مبدعاً، عبقرياً في الغرافيكس، لديه كفاءة عالية في مجال تخصصه، واكب تطور البرامج ليبقى على بينة واطلاع على كل جديد فيها، وعلى المستوى الشخصي كان إنساناً خلوقاً، سموحاً وخدوماً، لم يكن يرفض مساعدة أحد، تعاون مع جميع المخرجين بكل مناقبية". وأضاف: "عانى فاتشيه خلال حياته، عاش يتيماً وتربى في منزل جده لوالدته بعد زواج الأخيرة ومغادرتها لبنان، فكان خير حفيد لجدّيه في عمرهما المتقدم، كان باراً بهما وبوالدته".

زملاء فاتشيه مصدومون، فمن اعتادوا العمل معه منذ سنة 2003، رحل من دون أن يتمكن حتى من وداعهم.

المصدر: مقال تحت عنوان رحيل الزميل في تلفزيون لبنان... فاتشيه لم يتمكن من إكمال القيادة إلى المستشفى!" لاسرار شبارو في النهار