لودريان في بيروت: «إقرار» بالفشل الفرنسي (الأخبار)

تحت عنوان "لودريان في بيروت: «إقرار» بالفشل الفرنسي"كتب ميسم رزق ي صحيفة لأخبار:

أكثر من حجمِها، أُعطِيت زيارة وزير الخارجية الفرنسي الأخيرة إلى لبنان. في الشكل، صُوّرت حدثاً ذا تداعيات سياسية، وكأن لبنان أمام عبء انتظار ردّ الفعل الفرنسي على فشل مسؤوليه في تحقيق ما هو مطلوب منهم. تضخيم الصورة، ارتبطَ بكلام سابِق لجان إيف - لودريان هدّد فيه «بالتعامل بحزم مع الذين يعطّلون تشكيل الحكومة»، وكتب على «تويتر»: «لقد اتّخذنا تدابير وطنية، وهذه ليست سوى البداية». وعزّز ذلك أسلوب حديث الزائر الفرنسي مع من التقاهم مِن السلطة، أو المجموعات المُعارضة.
«أسمَعَ لودريان كلاً من الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري رسالة بلاده، ولم يستَمِع منهم».صحيح أن النبرة اختلفت، لكن الخلاصة واحدة «قدمنا لكم مبادرة، وأنتم لم تتلقفوها. فشلتم في تحمّل المسؤولية، ولم نعُد معنيين بتأليف الحكومة. ألفوا حكومة وسنرى إن كنا نساعدكم أم لا، هناك إجراءات أخذنا قراراً بها وسنبدأ بتطبيقها».
ساعات قضاها لودريان في بيروت، توزعت بين بعبدا وعين التينة وقصر الصنوبر حيث التقى الحريري ومجموعات الحراك الشعبي وممن يطلقون على أنفسهم لقب معارضين، من بينهم رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، «بيروت مدينتي»، «تحالف وطني»، مجموعة «منتشرين»، «عامية 17 تشرين»، «تيار مسيرة وطن»، حزب «تقدم»، «الكتلة الوطنية»، رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، والنائب المستقيل نعمة أفرام.
لم تبقَ «عنتريات» الوزير الفرنسي سراً أمام من اعتبرهم «القوى البديلة»، طالباً منهم التحضر للانتخابات المقبلة، متّهماً السياسيين في لبنان بأنهم لا يحترمون تعهداتهم ولا وعودهم، ولهذا اقتصرت لقاءاته على رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي، مكرراً الدعوة إلى تأليف حكومة أخصائيين ومستقلين، وهو ما يتعارض مع توجّه رئيس بلاده الذي طالب سابقاً بحكومة وحدة وطنية.