تحت عنوان "فرنسا تحذر واسرائيل تطمئن: لا عمليات عسكرية ضد لبنان وانهياره ضد مصلحتنا" جاء في المركزية:
في زيارة "خاطفة" لم تستغرق سوى 10 ساعات، حطّ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، يوم الاربعاء الماضي في باريس والتقى نظيرته الفرنسية، فلورنس بارلي، مطمئناً إلى أنّ هواتف الرئيس إيمانويل ماكرون ونواب فرنسيين لم يتم اختراقها عبر برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" الذي تنتجه شركة NSO "الإسرائيلية"، على اثر عاصفة أثارها تحقيق استقصائي طالب ماكرون في ضوئها رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، نفتالي بينيت، بتوضيحات حول الاستخدام المزعوم للبرنامج في تعقبه وشخصيات فرنسية أخرى.
على ضفاف "بيغاسوس" كان حوار استراتيجي بين الطرفين، تناول اكثر من ملف، وأزمة لبنان في صلبه، وفق ما تكشف اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية"، موضحة أنّ بارلي وغانتس تناولا ما يجري في لبنان من مجمل جوانبه إلا أنّ القسط الاكبر خصص للواقع الامني، في ضوء المخاوف المتنامية من خروجه عن السيطرة اذا ما بلغت الازمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد حد الانفجار والفوضى وتفلت الامور من عقالها بما يفسح المجال لضرب الاستقرار واستخدام من يرغب ساحة الجنوب لتنفيذ عمليات ضد "اسرائيل" منها.
تؤكد الاوساط أنّ فرنسا ابلغت "اسرائيل" موقفها الحازم وتحذيرها من خطورة شن أي عملية عسكرية ضد لبنان في هذا الظرف نظراً للأوضاع الحساسة والبالغة الخطورة التي يمر فيها راهناً، شارحة تداعياتها الخطيرة ليس على البلدين فحسب انما على المنطقة برمتها، وما يمكن أنّ تؤدي اليه من انفجار ستبلغ شظاياه دول اوروبا في ظل وجود اكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري في لبنان وحده.
الوزير "الاسرائيلي"، من جانبه، أكد للمسؤولين الفرنسيين حرص بلاده على الاستقرار في لبنان والخشية من وقوعه في الفوضى وتالياً الانهيار وسقوط السلطة، لان ذلك قد ينعكس سلباً وضرراً على "اسرائيل" وأمنها من خلال استغلال مجموعات اصولية متطرفة سنية (داعش واخواتها) وشيعية (حزب الله والحرس الثوري) الظرف لاستهداف اسرائيل، فإن بلغت الامور هذا المبلغ، يصبح تدخل اسرائيل مشروعاً وحتميا لا بل ضرورياً لان أمن "اسرائيل" اولوية.
غانتس اكد تكراراً، بحسب المصادر، أنّ بلاده لن تقوم بأي عمل عسكري يستهدف لبنان، الا أنّها تضع وضعه، وخصوصاً في الجنوب تحت المراقبة المشددة على مدار الساعة، خوفاً من استغلال الظرف الهشّ للقيام بأعمال عدوانية ضد "اسرائيل"، موضحاً أنّ المناورات العسكرية التي تجري باستمرار على طول الحدود مع لبنان، ليست استفزازية ولا تهدف الى شن عمليات حربية ضده، بل هي تدريبات ضرورية تحسباً لأي مواجهة قد تقع فيما لو انزلق لبنان الى الفوضى والانهيار.
(المركزية)