كتبت "البناء": لم تخرج الصورة الحكومية من دائرة الضبابية والغموض، فالتأجيل المتكرر لزيارة الرئيس لمكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون لتقديم تشكيلته النهائية يحمل تفسيرين بحسب ما قالت مصادر مطلعة على المشاورات الحكومية لـ»البناء»، إما أن المفاوضات تتقدم لجهة تذليل العقد القائمة ما يتطلب المزيد من الوقت لإنضاج الطبخة الحكومية على نار هادئة لئلا تحترق، وإما أن الأمور تواجه تعقيدات عدة عدلت في المسار الحكومي وبالتالي أطاحت بما تم إنجازه وتهدد مصير الحكومة برمتها
وتتجه الأنظار إلى ما ستحمله الزيارة المرتقبة لميقاتي إلى بعبدا من نتائج عملية، علماً أن أوساطاً سياسية لفتت لـ»البناء» إلى أن «هناك عقداً لم تحل حتى الساعة كالطاقة والعدل والخارجية والوزيرين المسيحيين»، كاشفة عن مطالب داخلية مستجدة وتدخلات خارجية ببعض الحقائب أملت على الرئيس المكلف التريث وفرملت إعلان ولادة الحكومة»، كاشفة أيضاً أن «بعض الجهات الخارجية وضعت فيتو على اسم السفير السابق في واشنطن عبدالله بوحبيب واقترحت اسماً آخر لهذه الحقيبة، فيما رفض ميقاتي أيضاً بحسب المعلومات السفير اللبناني في كندا فادي زيادة والسفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى.
وفي حين أفيد أنّ إرجاء الزيارة أمس لم يقترن بأيّ موعد جديد، أفادت معلومات أخرى أنه كان من المفترص أن يزور ميقاتي بعبدا عصر أمس ولكن تمّ إرجاء هذا اللقاء إلى اليوم أو الغد. ونفت مصادر المعلومات اتجاه ميقاتي للإعتذار هذا الأسبوع مؤكدة أن «التشكيلة الحكومية على طريق الحلحلة»، وأوضحت أن «العقدة ما زالت في حقيبة العدل، بعد أن رفض ميقاتي اسم هنري خوري لتولي هذه الحقيبة، كما أن ميقاتي متمسك بتسمية نائب الرئيس من حصته، كما أن وزارة الشؤون الإجتماعية من المحتمل أن تكون من نصيب رئيس الجمهورية وفي المقابل يحصل ميقاتي على حقيبة الاقتصاد».
كما تحدثت معلومات عن ضغوط دولية متعاظمة فرنسية تحديداً تمارس على المعنيين لتشكيل الحكومة قبل نهاية الاسبوع وقد تمنت هذه الدول على الرئيس ميقاتي التريث في اتخاذ أي موقف سلبي كالاعتذار. وكشفت عن تواصل سيجري بين قيادة حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مسعى للمساعدة على تذليل العقبات.