عادت "أزمة" المياه لتلقي بثقلها على المواطنين في منطقتي النبطية وإقليم التفاح بعد تراجع مصادر المياه، ما اضطر المواطنون الى تأمينها بالصهاريج، ووصل سعر الصهريج الواحد الى ما بين 150 و200 الف ليرة لبنانية. ويعزو أصحاب الجرارات السبب الى ارتفاع اسعار المازوت، بالاضافة الى ان أصحاب الابار الخاصة الذين يؤمنون المياه يتقاضون 70 الفا عن كل صهريج، مما دفعهم الى رفع سعر الصهريج سعة 20 برميلا. وفي المحصلة يتكبد المواطن الثمن مضاعفا في ظل الازمة الاقتصادية الضاغطة التي يمر بها لبنان.
وعن اسباب ازمة المياه، عزا الرئيس السابق لبلدية عربصاليم محمود حسن ذلك الى غياب المشاريع والينابيع البديلة لمياه نبع الطاسة وآبار فخر الدين، مصدرا التغذية بالمياه. لذلك فإن صهاريج المياه تجوب شوارع مدينة النبطية، والقرى والبلدات المجاورة لها بكثافة، منذ بداية شهر نيسان الفائت ناقلة حمولتها من الآبار الجوفية الخاصة، الى المواطنين الذين يعانون من أزمة مياه لم يعهدوها، لا سيما سكان الأحياء المرتفعة، وبكلفة تتراوح بين 150 و200 الف ليرة للصهريج الواحد سعة 20 برميلا، بحسب قرب أو بعد المسافة بين تلك المناطق ومصادر المياه.
واشار رئيس بلدية يحمر حسين بركات الى ان الاهالي يتكبدون أعباء مادية إضافية لا قدرة لهم على تحملها، ما دفعهم الى مطالبة المسؤولين المعنيين بحل الأزمة، من خلال حفر آبار ارتوازية جديدة في وادي فخر الدين وميفدون وجزين، وصيانة الآبار الموجودة وإعادة تأهيلها، وقيام الدولة بواجباتها ومسؤولياتها لتأمين خزانات للمياه ومراقبة عمليات توزيعها على المنازل والمؤسسات".
ولفت المواطن حسين حدرج الى ان شح المياه في نبع الطاسة، بصفته الخزان الرئيسي لشبكة مياه غالبية قرى وبلدات منطقتي النبطية وإقليم التفاح، يعتبر من الأسباب الرئيسة للأزمة، اضافة الى مشروعي آبار فخر الدين وآبار تفاحتا، والعشرات من الآبار الجوفية التي خفت مياهها أو جفت نتيجة تراجع المتساقطات من الثلوج والأمطار خلال الشتاء الفائت. ويأتي اهتراء العديد من الشبكات القديمة وعدم استبدالها، والتعديات الحاصلة على الشبكة في بعض المناطق، وانقطاع التيار الكهربائي، وغلاء المازوت ليزيد الطينة بلة، ويحول دون تغذية المشتركين بالمياه بشكل طبيعي.
واكد محمد حسون ان ضعف التغذية بالمياه في منطقة النبطية سببه شح نبع الطاسة وآبار فخر الدين والآبار الجوفية التي تغذي المنطقة نتيجة انحباس الأمطار والثلوج في الموسم الماضي، مشيرا إلى أن المصلحة تعمل على "تعميق" الآبار الموجودة للوصول إلى المياه الغزيرة لتأمينها للناس. كما أن التقنين في التيار الكهربائي وضعفه وانعدامه انعكس سلبا على تغذية القرى والبلدات بالمياه في المنطقة بشكل عام، لا سيما تلك التي تتغذى من الآبار الجوفية العاملة على الكهرباء والتي تحتاج الى المازوت لادارتها"، مشيرا إلى أن المولدات الكهربائية التابعة للآبار لا يمكن تشغيلها طيلة فترات التقنين، بل لساعات محدودة فقط لتأمين الحد الأدنى من المياه، نظرا للأكلاف الباهظة في المحروقات التي تستهلكها.
واوضح علي حسن أن مياه الشفة التي مصدرها مصلحة مياه نبع الطاسة وتوابعها من آبار فخر الدين والآبار الأرتوازية الأخرى، الموزعة في بعض المناطق، كانت تكفي معظم المشتركين من أهالي منطقتي النبطية وإقليم التفاح خلال فصل الشتاء، بينما تكاد لا تكفي أربعين في المئة منهم في الوقت الحاضر في فصل الصيف".