رئيس الحكومة الليبية “لا اريد تحدي نبيه بري الذي تحدى جبروت القذافي ولم يستسلم له، و حزب الله نحن وراء الرئيس نبيه بري وكلامه حق حيال قضية الامام الصدر، ولا داعي للقول اننا معه لأن موقفنا واحد ولا يتجزأ”

تفاعلت دعوة ليبيا الى القمة الاقتصادية في بيروت وسط تحذيرات شيعية سياسية أصبحت معروفة، وستتضح اليوم في شكل نهائي عقب اجتماع طارىء للمجلس الاسلامي الشيعي بهيئتيه التنفيذية والشرعية لتوجيه رسالة تحذيرية شديدة اللهجة “الى كل من يهمه الامر” ان القفز فوق قضية الامام موسى الصدر ورفيقيه لن يمر مرور الكرام. وما لم يستطع الراحل معمر القذافي تحقيقه في حياته لجهة دخول لبنان، لن يتحقق اليوم.

ولهذه الغاية ثمة استنفار في صفوف الطائفة، وهذا ما سيبرزه وزراؤها ونوابها واركانها من بوابة المجلس الشيعي. وسبق للرئيس نبيه بري أن فاتح رئيس الجمهورية ميشال عون في خطورة دعوة القيادة الليبية الى بيروت في توقيت لا يخدم قضية الصدر التي بالكاد تحصل على سطور قليلة في البيانات الوزارية.

وفي تفاصيل حصلت عليها “النهار” ان القصة ليست وليدة اليوم، بل تعود الى نحو شهر عند توجيه رئاسة الجمهورية الدعوة الى الحكومة الليبية وعلى رأسها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، تمت بحسب مصادر ديبلوماسية بطريقة ملتوية، إذ لم توجه الدعوة عبر السفير في طرابلس الغرب محمد سكيني بل من خلال السفير في تونس طوني فرنجية، بناء على تعليمات تلقاها من وزارة الخارجية، على أن يوجهها بدوره الى سفير ليبيا في الجامعة العربية في القاهرة، وهذا ما حصل.

وفي موازاة ذلك، تفيد معلومات أن الوفد الليبي الذي سيحضر الى بيروت قوامه نحو 40 شخصا، وهو أكبر وفد أعلن نيته المشاركة، يتقدمه السراج، اضافة الى عدد من الوزراء مع زوجاتهم وأولادهم. ويحضر أيضا وزير الخارجية محمد سيالة الذي أظهر حماسته للمشاركة، مع الاشارة الى انه كان من الفاعلين والمؤثرين في السلطة وموقع القرار في عهد القذافي.

وبعد سلسلة التحذيرات التي أطلقها بري، تفيد معلومات مصدرها العاصمة الليبية ان السراج الموجود خارج بلاده سيعود اليها نهاية الاسبوع، وقد بدأ يفكر في العدول عن الحضور الى بيروت تحسبا لتعرضه لأي أزمة قد تواجهه. وبعد تلقيه اعتراضات رئيس المجلس، نقل ديبلوماسيون عنه ان “الرئيس بري الذي تحدى جبروت القذافي ولم يستسلم له، لا اريد الدخول معه في هذه الحرب. وما يعنيني هو الحفاظ على العلاقات بين البلدين”.

وثمة رسالة وصلت الى المشرفين على القمة ومنظميها، مؤداها انه كان يمكن الطلب من القيادة الليبية عدم الحضور على مستوى رفيع، والاكتفاء بسفيرها في الجامعة العربية، من دون مشاركة الصف الاول في الدولة.

وكان هذا الموضوع المادة الرئيسية في اجتماع هيئة الرئاسة في حركة “أمل” اول من امس، وثمة خطوات قد تصل الى منع الوفد الليبي من الخروج من المطار، باعتبار أن قضية الامام الصدر ورفيقيه ليست مادة للبيع والشراء.

وفي موضوع توقيف هنيبعل القذافي، ترد المصادر بأن ما صدر عن عائلة الامام الصدر هو “عين الحقيقة التي تتمسك بالقانون والقضاء اللبناني الذي نثق به”. وثمة من يؤكد هنا ان المشكلة ليست مع الشعب الليبي، وانه في زمن الحرب، وعقب خطف الامام ورفيقيه، رفض بري مرات التعرض لأي مواطن ليبي في بيروت.

من جهته، يوجه نائب رئيس المجلس الشيعي الشيخ على الخطيب رسالة الى رئيس الجمهورية: “نحن عاتبون على فخامتك، وقد صدمنا”. ويقول لـ”النهار”: “الامام الصدر ذهب الى ليبيا من اجل اطفاء نيران الحرب الاهلية، وحمل قضية وطن لا طائفة. الشيعة لم يقصروا معك، وأيدوك وانتخبوك. هذه القضية في النهاية لا تخص الشيعة فحسب، بل كل الوطن ومكوناته. كان من الاجدر الاصغاء الى رموزنا والتوقف عن مسألة توجيه الدعوة الى ليبيا وضرورة مقاربتها بطريقة عاقلة. وإذا لم تسوّ الامور في شكل مدروس فإن النزول الى الشارع والتظاهر خيار وارد، وعلى الجميع أن يعقلوا”. ولا يختلف موقف “حزب الله” عن موقف “امل” في هذا الخصوص، ويختصره قيادي في الحزب: “نحن وراء الرئيس بري، وكلامه حق حيال قضية الامام الصدر، ولا داعي للقول اننا معه لأن موقفنا واحد ولا يتجزأ”.

أما بري الذي قال كلمته في هذا الشأن، فقد اكتفى بالقول لـ”النهار”: “توجيه الدعوة الى القيادة الليبية وحضورها الى القمة في بيروت إساءة الى كل لبنان”.