هيل أوصى اللبنانيين.. “صرّفوا الأعمال حتى الربيع”

أكثر من سبعة اشهر مضت ولم تتألف الحكومة ، مما يطرح المخاوف والهواجس من مستقبل قريب يحوي الاخطار للبنان، لان المجهول يترّقب بنا، هكذا ينقل وزير سابق وخبير دستوري مخاوفه من عدم تشكيل الحكومة، ويقول: “في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان إستمر الفراغ في حكومة الرئيس تمام سلام نحو عشرة أشهر من دون أن تتشكل، ثم بقيت البلاد لمدة سنتين من دون انتخاب رئيس للجمهورية، وكل ذلك مخالف لاتفاق الطائف وللدستور وللنظام الديموقراطين مما يؤكد بأننا لا نمارس نظاماً ديموقراطياً في لبنان بل نظام محاصصة وغياب الشراكة في المسؤولية”.

ويشير المصدر الى ما يجري اليوم من تناحر وخلاف على المغانم، ويصف الوضع السياسي بالمعيب والمخجل، لانهم يتقاتلون على الحصص، فيما الشعب يئن من الجوع والويلات والهجرة، وهم يتفرّجون، فيما المطلوب اليوم ان يستفيق الشعب بعد كل الذي يحصل له لانه يتحمّل تداعيات ما يقومون به، مع الإشارة الى انه اُعطي فرصة للتغيّير في أيار الماضي لكنه لم يغيّر أي شيء، بل أعاد الطقم السياسي عينه.

وعن الحل في ظل كل هذه المصاعب، اعتبر المصدر عينه بأن الحلول باتت صعبة جداً، وهنالك يأس واحباط لم يشعر بهما الشعب اللبناني سابقاً، والأفضل تفعيل حكومة تصريف الاعمال، مشيراً الى ان هذا الكلام جاء على لسان وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل من بيت الوسط تحديداً، خلال زيارته الأخيرة الى بيروتـ، وأوضح بأن قراراً بهذا الشأن قد يتخذ الأسبوع المقبل، بعد الانتهاء من القمة الاقتصادية، بهدف التوافق على تحديد موعد لجلسات الضرورة الحكومية، خصوصاً ان الأجواء الإقليمية المحيطة، لا توحي بإمكان تشكيل الحكومة في المدى القريب، وهنالك كلام عن إمكانية تشكيلها في الربيع المقبل مع بروز مستجدات سياسية في محيط لبنان.
وحول وجود تحذيرات خارجية من مخاطر محدقة بلبنان، نقل المصدر المذكور وجود مخاوف أوروبية خصوصاً من الفاتيكان في ما يخص الوضع اللبناني ككل، والوضع المسيحي بصورة خاصة من ما يحصل اليوم من تحوّلات في المنطقة، وعدم وجود جهوزية مسيحية للتعاطي مع هذه المتغيرات والتطورات المتسارعة، وسط تردّي الوضع المسيحي ما جعله يتطلب عملية إنقاذ سريعة، لان الخلافات السياسية ثقيلة خصوصاً ان إمكانية تحقيق لمّ الشمل المسيحي اصبح من المستحيلات.

وعن لقاء بكركي الأخير، قال المصدر: “كنت آمل ان يخرج لقاء بهذا الحجم بقرارات حاسمة اكثر بكثير مما رأيناه، وان تبقى داخل جدران بكركي ولا تعلن ضمن بيان، اذ ليس المهم صدور مواقف لكل المشاركين في هذا اللقاء، انما يمكن وصف اللقاء بالخانة الإيجابية، والمهم ان يصغى المشاركون فيه لصوت المنطق، وليس لصوت المصالح الشخصية.

وختم بدعوة جميع الافرقاء السياسيّين الى العمل الفعلي للوصول للمرحلة الجديّة، التي تخوّلنا الخروج من النفق المظلم، املاً ان يشكل اجتماع بكركي ورقة ضغط لإعادة تكوين المؤسسات الدستورية ، أي الإطار الوحيد لمناقشة الأزمات السياسية وحلِّها، ورفض جميع الأساليب التي تهدّد بالانقلاب على الدولة”.

الديار