تحجّج باستعارة الفليفلة الخضراء وارتكب جريمته في المطبخ

تحجّج باستعارة الفليفلة الخضراء وارتكب جريمته في المطبخ


إنتظر "أ. ل" منذ الصباح الباكر في نظارة المحكمة العسكرية ليحين دوره من بين الجلسات الطويلة المقررة على المحضر. الثالثة بعد الظهر، نادى رئيس المحكمة العميد حسين عبدالله على الجندي الموقوف والمتهم بقتل سيدة مسنّة تمهيداً لسرقة مصاغها في منطقة الكورة شمال لبنان. اقترب الشاب من المنصّة ليبدأ بسماع خلاصة التهمة المسندة إليه.

لكن ماذا حصل في ذاك اليوم المشؤوم؟

كانت الساعة الخامسة بعد الظهر، أنهى الجندي خدمته في قاعدة حامات الجوية، توجّه الى منزل أهله لكنّه لم يجد أحداً فيه. قصد منزل الجيران وقرع باب الضحية "و.ع" ولمّا وجدها وحيدة في البيت ومع غياب أفراد العائلة والعاملة المنزليّة، إستغلّ الفرصة وعقد العزم على قتلها وسرقة مصاغها.


دخل الشاب الى المطبخ بحجة إستعارة الفليفلة الخضراء من البراد، واختار من درجه سكين مطبخ بطول |25 سم|، لحقت صاحبة الدار بالضيف من أجل مساعدته إلاّ أنّه عمد الى صفعها فوقعت أرضاً، عندها قام بطعنها بالسكين في صدرها فوق قلبها ما أدى الى مقتلها، ليعمد بعدها الى انتزاع السلسال الذهبي من رقبتها وأيقونة مريم العذراء المعلّقة في رقبتها وسرقها، ثمّ دخل الى غرفة النوم من أجل متابعة السرقة لكنّه لم يجد شيئاً فانصرف ودخل الى منزل ابن عمّه ومن ثمّ جارته لإبعاد الشبهات عنه.


في تلك الأثناء، وصل ابن الضحية الى منزل والدته فوجدها جثة هامدة، انتشر الخبر في أرجاء المحلّة ما دفع الفاعل الى التوجّه الى بيته، حيث نزع ثيابه العسكرية وارتدى أخرى مدنية ليخرج بعدها ويقف بين أبناء البلدة ويستنكر الجريمة.


ثارت الشبهات حول الجندي المذكور، تمت مداهمة منزله وعثر على السلسال المسروق داخل محفظته الجلدية وعلى الأيقونة الملطّخة بالدماء داخل حذائه. أوقف المشتبه به فأنكر بداية ارتكابه الجريمة ليعود ويعترف بقتله الضحية زاعماً أنّها استفزّته بكلامٍ عن شقيقته، نافياً أن يكون قتلها بهدف السرقة.


مرّ على وقوع الجريمة وتوقيف المتهم أكثر من عام، لتبدأ المحكمة محاكمته بالأمس، وفي أولى جلساتها استمهل وكيل الدفاع عن المتهم، المحامي محمد الديراني، من أجل استدعاء الأطباء النفسيين الذين عاينوا المتهم في فترات سابقة والذين أشاروا الى أنه يعاني من مرض نفسي، على أن تُعيّن المحكمة طبيباً نفسيّاً سيشخّص حالة الموقوف وتحديد ما إذا كان فعلاً يعاني من أي مرض نفسي أو إنفصام في الشخصيّة، وعليه تقرّر إرجاء الجلسة الى 29 تموز المقبل.

لبنان 24