على مشارف نيل حكومة "الى العمل" برئاسة سعد الحريري الثقة في المجلس النيابي، رغم حدّة السجالات وكيل الاتهامات التي شهدتها جلسات مناقشة البيان الوزاري، تسعى المحاور الاقليمية الى اعادة إقحام لبنان في صراع المنطقة لا سيما الصراع السعودي - الايراني، فبعد اختتام وزير خارجية إيران زيارته ها هو الموفد السعودي يحطّ في بيروت ويجري سلسلة لقاءات توّجت بعشاء سياسي في أوتيل "فينيسيا" بحضور معظم قادة "14آذار".
وبحسب المعلومات فإن زيارة مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا هي تمهيد لزيارات لاحقة سيقوم بها مسؤولون سعوديون ولبنانيون بين بيروت والرياض وذلك برغبة سعودية لإعادة ترميم العلاقة مع لبنان بعد التوترات التي عصفت بها خلال مرحلة غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان.
وفي سياق متصل، أكد مصدر مطلّع لـ "لبنان 24" ما كان أورده موقعنا منذ أسابيع ماضية، حول مساعٍ سعودية لإعادة لمّ شمل فريق 14 آذار لا سيما وأنه قد جرى الضغط في الـ24 ساعة الاخيرة نحو "لملمة" الخلاف بين الرئيس سعد الحريري ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي وبحسب المصدر تعهّد بعدم مواصلة احراجه للحريري في الداخل اللبناني.
من جهةٍ اخرى، ورغم المحاولات السعودية الحثيثة لجذب لبنان الى قطبها من جديد، الا أنّ الحديث عن إجماع لبناني نتيجة اتفاق بين الرؤساء الثلاث يقضي بتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية يبدو جديا، اذ أن ضبابية القرار بشأن العروض المقدّمة من ايران تتشابه مع الصدّ اللطيف الذي يمارسه فريق الرئيس الحريري رفضاً لإعادة استيراد الصراع الاقليمي الى الساحة اللبنانية الداخلية وتحديدا الى داخل الحكومة!
وبعيدا عن المناكفات السياسية والجهود المبذولة لتصدير صناديق السياسات الخارجية الى لبنان علم "لبنان 24" أن هنالك حديثا جديا عن تفعيل حوالي عشرين اتفاقية بين لبنانوالسعودية الأمر الذي طرحه العلولا خلال عشاء أمس وأشار المصدر الى أن التواصل اللبناني السعودي لن يبقى محصورا باستعادة العلاقة التاريخية بين البلدين بل يتخطاه الى تواصل اقتصادي وتجاري وعسكري!
مع نهاية الاسبوع ستبدأ حكومة العهد، بعد نيلها ثقة المجلس النيابي، خطّة مسارها الأولى فهل ستنجح حقاً بغضّ البصر عن الإملاءات الخارجية وتنشغل بجزّ جذور الفساد وضبط الفاسدين؟ ومن يعش يرَ!
المصدر: لبنان 24