للبنانيين: زحمة السير في بيروت ستتفاقم.. وعدد السيارات التي تدخلها يومياً 'صادم'!

تحت عنوان "بلدية بيروت: دعوا السيّارات تأتي إليّ!": "على مبدأ "... وداوني بالتي كانت هي الداء"، تبحث بلدية بيروت عن حل لأزمة ازدحام السير في العاصمة! المجلس البلدي أطلق أخيراً مناقصات لإنشاء مواقف للسيارات في قلب بيروت، لا على مداخلها، ومن خارج خطة متكاملة للنقل العام. "الحلّ" البلدي، وفق خبراء التخطيط المدني، "دعوة معلنة" للبنانيين للنزول إلى العاصمة بسياراتهم الخاصة، ما يعني مزيداً من الازدحام والتلوّث!

على مشارف العام 2020، لا تزال بلديّة بيروت تفكّر بـ"أين يركن أصحاب السيارات سياراتهم؟"، بدل البحث عن طريقة لخفض أعداد المركبات التي تدخل العاصمة يومياً، وفق خطة متكاملة تتضمن تحسين النقل العام وتشجيع استخدام وسائل تنقّل صديقة للبيئة.
أربع مناقصات أطلقها رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، مؤخراً، لتشييد ثلاثة مبانٍ للمواقف، بطوابق تحت الأرض وفوقها، في الحمرا والأشرفية وكورنيش المزرعة، وتحت حديقة الرملة البيضاء، إضافة إلى تلزيم مجلس الإنماء والإعمار إنشاء موقف تحت حديقة المفتي حسن خالد في منطقة عائشة بكّار.

المناقصات تأتي ضمن "خطة" المجلس البلدي لحلّ مشكلة السير في العاصمة وزحمة الـ"250 ألف سيارة التي تدخل إليها يومياً"، وفق عيتاني. علماً أن الأرقام تشير إلى أن ما يزيد على نصف مليون مركبة تدخل بيروت يومياً. من خارج جدلية الأرقام، تؤمن المباني المقترحة نحو 1850 موقفاً، وهو رقم ضئيل مقارنة بأعداد السيارات التي تدخل إلى العاصمة، وقياساً إلى الكلفة الإجمالية لإنشاء المواقف، والتي قد تصل، وفق مهندسين، "إلى ما يناهز الـ 30 مليون دولار". إلا أن الأهم هو أن العقارات التي اختيرت لإنشاء المواقف تقع في قلب العاصمة، وفي مناطق سكنيّة مزدحمة أساساً، وأن المخططات المطروحة تتضمّن إنشاء محلات تجارية في المواقف، ستجذب بطبيعة الحال مزيداً من الزوار والسيارات... والازدحام. العقارات المستهدفة بالمشاريع هي حالياً إما مواقف للسيارات أو حدائق متروكة مثل حديقة الرملة البيضاء وحديقة المفتي حسن خالد، ما يشير إلى استسهال في الاختيار بدل أن يكون الأمر من ضمن خطة مدروسة للتخفيف من استخدام السيارات واستبدالها بالنقل العام المتطوّر. "مش كل مطرح فارغ نفكّر نعبيه باركينغ" يقول المهندس المعماري والمخطط المدني إبراهيم منيمنة، مشدّداً على "أن إنشاء مبانٍ لمواقف السيارات يجب أن يأتي ضمن خطة استراتيجية لمواقعها بالنسبة إلى النقل العام، أي أن تكون قرب محطات الباصات المقترحة من البلدية حتى يترك الناس سياراتهم على مداخل العاصمة ويدخلوا إليها بالنقل العام، لا أن تُزرع المواقف داخل العاصمة".