*نبض ما بعد الشهادة * كلمات أبناء الشهيد حسين شعيتلي

*ومشى الموت*

لم تكن حكايةُ أمي بالأمس كلاماً عابراً كباقي الحكايا التى نسمعُ بها .
فهي قد اشرقَ وجهُها وارتعدت فرائصُها قائلةً أنصتوا قليلاً يا ابنائي ...
وقد شدنا اليها رخيمُ الصوت ونبرةُ الشوق لما ستُدليه في مجاري أفهامنا .

*ثم قالت؛*
كان والدكم في السنوات العجاف حاملاً مِنجل البنادق . يحصدُ فيها الخوف والأمل معاً .

الخوف الذي استصحبَ الناس في أفكارها والأمل الذي زرعتهُ أناملُ العلم والجهاد .

فكان يتخطفَ حياته بين المنايا من حوله، وكنتم أنتم كالورود في بستان جهاده .

فحملَ أوزار الماضي مع ماضيه وعبء الآتي بمنجله،
حتى حصدتهُ الأيام مع الأوفياء فكان شهيداً بحجم وطن وقبضة حُسينية .

*وفاضت الام؛*
هذا قلبي يستجمعُ نبضهُ مع فيضِ العيـوُن في غابةِ الحياة .
فأيُ عينٍ تتسابقُ مع أُختها ؟
وأيُ نبضٍ سـيطرُق باب الذكرى ومفاتيح الزمن المشدود حول غابتِنا ؟

هــوُ الأبُ الثائرُ على عـِصابة الزمن العُنصري والحـفيدُ المُنتظرُ لعتق الخـوابي في سراديبها .

أما الابنُ فهـوُ الحاملُ لشُعلةٍ تتوقدُ في ضمـيره وتلمعُ في بصرهِ من دون مرايا .

*وأكملت الام؛*
أولادي لا تحملوا هماً قد أتعبَ أبيكم وأوزاراً قد لاحت في أعوام قد تلاشت ذكرياتها إلا من داركم وأذهانكم وبعض المحبين .

فأنتم ومنذُ سنوات الإعصار تنحنون إنحناء المتواضع لمجد أبيكم .
والحريُ أن ترفعوا هاماتكم،
وأن تُنزلوا أعباء الماضي عن كهل حياتكم .
فلا تموتوا من بعد إستشهاده، فالحياة عنده كانت أمل .
وأنتم منه تحملون مشعال الحياة .

*ثم تنفست تنفْس الصعداء وقالت؛*
أهل الميت أولى بحفظه .
فلا تعبئوا بالكرنفال المقام .
مهما تبرجوا،
فدماء أبيكم، قناديلُ صلاة تختزلُ محافل العابـِرين .
وأنتم أجمل وأكرم من حمل أسم وصفات أبيكم .

*أولاد الشهيد حسين شعيتلي*