الحقيقة وراء مقتل علي اللحاف.. أكثر من “بلطجة” ومسوؤل حزبي خلف الجريمة

بمعزل عن الاسباب المباشرة التي أدت الى مقتل علي اللحاف الرقيب الأول في قوى الأمن الداخلي في منطقة الشويفات، فالمسألة الأخطر أبعد من ذلك بكثير وتتصل بإرتباط كل شخص يسكن في المنطقة بمصير مشابه لعلي.
لا غلو في تلك المقاربة، وعلي ضحية تفلت مجموعة من “البلطجية” عن أي إعتبارات قانونية وأمنية، وما يتم تداوله من معلومات عن السبب وراء مقتل علي يبقى منقوصاً طالما أنّها لا تصيب الحقيقة كاملة، فماذا وراء مقتله؟

مسألتان ترتبطان بوفاة علي، الأولى جغرافية تتصل بجغرافية منطقة الشويفات (مشروع الأجنحة الخمسة)، حيث لا تتبع إدارياً لإتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، ولا لبلدية الشويفات التي تعترف بإتصالها بها من الناحية الإدارية، فتصبح المنطقة شبه معزولة عن المحيط، ما يشرع بطريقة “أبغض الحلال” لأهلها الممارسات غير الشرعية من وجهة نظرهم، فتتحول المنطقة الى “غابة” والحكم فيها للأقوى.

هنا، يصل المتابع الى المسألة الثانية التي ترتبط بوفاة علي، الحقيقة الكاملة. حاول علي الرقيب في قوى الأمن أن يحسن مدخوله الشهري بمشروع جديد “على قد المنطقة” لتركيب خدمات الإنترنت من خلال محل فتحه لألعاب الفيديو والإنترنت، ولكن المنطقة وبحكم القوي تخضع لمحمد د. من جهة، إضافة الى كل من طلال ح. وإبنه محمد من جهة ثانية، وهذا ما يتم تداوله. والأخيران يعملان في تجارة السلاح، وهما متواجدان اليوم في مستشفى الجامعة الأميركية تحت الحجز الطبي الأمني بعدما أُصيبا جراء الإشكال مع علي اللحاف. فالأخير بعدما علم بأنّ محمد ح. دخل الى محله وحاول الإعتداء على زوجته، خرج لمواجهة “عصابة” الشويفات حاملاً سلاحه وهو ما أدى الى تعارك بالسلاح بين علي ومحمد د. وطلال وإبنه، فأصيب الأخيران وتوفي علي بطلقة أخيرة من محمد د. وهو متوارٍ عن الأنظار.

وفي المعلومات الخاصة، وفق ما يتم تداولها في المنطقة، فإنّ الشخص الذي يقف وراء تغطية كل من طلال وإبنه محمد إضافة الى محمد د. هو مسؤول حزبي في المنطقة ملقب بـ”عهد”، وهو نفسه الذي منع مراقبي وزارة الاقتصاد من الكشف على العدادات، تحت ذريعة أنّ “المنطقة خاضعة له ولا تستيطعون الدخول اليها من دون موافقتنا”. وكان أن خرج المراقبون من دون أداء مهمتهم.

غداً سيوارى علي الثرى في بلدته شحور، وسينفذ اصدقاؤه وقفة احتجاجية في مكان الجريمة، تعبيراً عن رفضهم لإستمرار نهج السلاح المتفلت في خطف أرواح الناس.

لبنان 24