الفقر أوصل فاطمة إلى عرض كليتها للبيع مهدّدة بإحراق نفسها




صورة التُقطت لسيدة لبنانية تدعى فاطمة مصطفى وهي تحمل لافتة تعبّر من خلالها عن وجعها، وتعرض كليتها للبيع، مهدّدة بإحراق نفسها إذا لم يتم التجاوب مع حالتها. الصورة نُشرت على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ليبدأ اللبنانيون بالتعاطف معها، معبّرين عن استنكارهم للوضع المتردّي الذي أوصل نسبة كبيرة من المواطنين إلى الحضيض.

"خرابة" مظلمة

الفقر المدقع دفع السيدة الستينية إلى اتخاذ خطوة نشر مأساتها في العلن، وفق ما قالته لـ"النهار". وشرحت: "كل ما أطلبه أربعة جدران تحميني من البرد القارس والصيف الحارق. فأنا أسكن في خرابة في بلدة القلمون، لا تصلح حتى للحيوانات، لا كهرباء ولا ماء ولا حتى حمام. استحمّ مرة في الشهر، ولا أجد ما آكله، أمضي يومي مكتفية بمنقوشة، تعبت من روائح المجارير، وقد بات الجوع رفيقي والوجع صديقي والأمراض تفتك بجسدي. فالدوار يلازمني بسبب فقر الدم الذي أصابني". واسترسلت: "أنا من باب التبانة، لكن القدر قادني إلى السكن في القلمون، ونتيجة الوضع المزري للخرابة التي استأجرها بمئتين وخمسين ألف ليرة، أضطر إلى أن أمضي نهاري على الطريق، لا بل نمت أياماً عدة على الأرصفة وفي الساحات. كما أجبرتني الحياة على مدّ يدي للناس للحصول على المال".

حرقة ووعد

فاطمة عبّرت عن حزنها لأخذ حفيدها منها من قِبل "حماية الأحداث". شارحة: "تزوّجت منذ سنين طويلة، ورُزقت بفتاة وولد، تطلّقت من زوجي قبل أن يفارق الحياة، وخسرت ابني بعد أن صدمته سيارة وهرب سائقها. أما ابنتي فتعاني مرضاً نفسياً، ربيت ابنها مدة ست سنوات، ووضعته في مدرسة داخلية. وقبل ستة أشهر حُرمت منه، لكون منزلي لا يصلح للسكن. أشعر بقلبي يتمزّق على فراقه، وكأنه كان ينقصني حرماني منه. وبعد أن فقدت الأمل بتحسُّن ظروفي، قررت عرض قصتي في العلن، وها أنا أطلب من الجميع أن يحضروا بأنفسهم ويروا بعيونهم الوضع الذي أنا فيه".

وصل الأمر بفاطمة إلى عرض كليتها للبيع من أجل شراء منزل، فقالت: "مَن يريد كليتي فليقصدني لأنزعها من جسدي، وكل طلبي بيت صغير يؤويني، هل أطلب المستحيل؟ أليس من حق أي إنسان أن يعيش بكرامته؟". وختمت مطالبة السياسيين وأصحاب الخير أن يرأفوا بحالها، واعدة مَن يحقّق حلمها بالدعاء له ما دامت الروح في جسدها.

لمساعدة فاطمة يمكن التواصل معها على الرقم: 71972303