حراك وزير الصحة تأكيد بأن الاستشفاء للجميع... والاستعداد للتعاون مع كل الاطراف

شكل الاداء المميز للوزير جميل جبق منذ تسلمه مهام وزارة الصحة «علامة فارقة» على مستوى الجهد المكثف الذي اطلقه مباشرة بعد نيل الحكومة ثقة مجلس النواب، في سبيل اعطاء الملف الصحي بكل ابعاده اطارا مختلفا عما حصل في السابق على مستوى هذا القطاع.
وبحسب مصدر سياسي متابع لحركة الوزير جبق وجولاته التي تعدت الاطلاع على اوضاع المستشفيات الحكومية ان وزير الصحة حرص في كل ما قام به حتى الان الى تسجيل الكثير من النقاط الايجابية بحيث لاحظ المصدر ان هذا الاداء لم يقتصر على الملف الصحي بل تعداه الى قضايا وملفات ابعد من ذلك، وبالتالي يتوقف المصدر عند بادرة الوزير جبق مما قام به للوصول الى الآتي:
1- لقد اظهر من جولاته على كل المستشفيات الحكومية وفي كل المناطق ان لا شيء يمنع التعاون مع كل الاطراف السياسية بغض النظر الاختلاف مع بعضها في المواقف السياسية من اجل النهوض بالقطاع الصحي خاصة الرسمي منه بل والاستعداد للتعاون مع الجميع بما يمكن من خروج البلاء من ازماتها المختلفة.
2- في كل ما قام به من حراك ميداني ومواقف كان حريصا على عدم التفريق بين اي منطقة لبنانية واي فريق او حزب سياسي ان للجميع نفس الحقوق بالحصول على الاستشفاء في المستشفيات الحكومية وبالتالي فهو سيقوم بكل ما امكن لتأمين المستلزمات الضرورية لكل المستشفيات دون تفرقة بين منطقة واخرى.
3- اسقط وزير الصحة بهذا الاداء كل ما جرى تسريبه من رسائل اميركية بأن الاخيرة ستوقف مساعداتها للبنان على المستوى الصحي لان حزب الله هو الذي سمى وزير الصحة بل ان اداء الوزير جبق يظهر بما لا يقبل الشك ان اي مساعدات للبنان، سيستفيد منها كل اللبنانيين بكل طوائفهم وتنوعاتهم السياسية بعكس ما كان يحصل في السابق.
4- ان اداء وزير الصحة يتكامل مع ما كان اكد عليه حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله في مناسبات مختلفة لمكافحة كل اشكال الهدر في المال العام، حيث من الاهمية ان تشكل وزارة الصحة التي تولاها شخص سمته قيادة حزب الله ان تكون نموذجا في وقف كل اشكال الهدر الى جانب التأكيد على الاستعداد للتعاون مع اي فريق سياسي يريد محاربة الفساد وهدر المال العام واعادة الاعتبار والثقة للدولة ومؤسساتها.
ولذلك يشير المصدر السياسي انه الى جانب هذه العناوين الكبرى لاداء وزير الصحة، فهو تمكن في خلال هذه الفترة القصيرة من ادراك كل مكامن الخلل في القطاع الصحي الرسمي والخاص، وهو ما يمكن ملاحظته في الآتي :
-اولا: اصبح لديه تصورا متكاملا عن حال المستشفيات الحكومية ان من حيث النقص في احتياجات هذه المستشفيات بشريا وصحيا، وان من خلال الغوص او الترهل لدى بعض هذه المستشفيات.
- ثانيا: رغم ان وزير الصحة ووفق المصدر سيلجأ لاحقا الى اعتماد آليات شفافة للتدقيق في فواتير الاستشفاء في المستشفيات الخاصة بعد ان تبين انه يمكن توفير مبالغ كبيرة خصوصا، بحيث تصبح المستشفيات الحكومية على نفس مستوى المستشفيات الخاصة الا انه كشف صراحة ان بعض التوفير في الاستشفاء الخاص يمكن ان يؤمن الاحتياجات الاسياسية للمستشفيات الحكومية.
- ثالثا: لجأ وزير الصحة الى «كفّ يد» كثير مما يسمى «المفاتيح» في وزارة الصحة وحصر الامر مباشرة به حتى لا يكون هناك ناس بزيت واخرين بسمنة وبما يعطي الاولوية للفقراء وغير المقتدرين.
- رابعا: تعكف دوائر وزارة الصحة وباشراف من وزير الصحة وبالتنسيق مع الجهات المعنية منذ اللحظة الاولى لتسلم جبق لمسؤولياته الى اعداد اللوائح بالادوية التي سيتم تخفيض اسعار بعضها بنسبة كبيرة خاصة ادوية الامراض المزمنة الى جانب العمل لتأمين الادوية من وزارة الصحة لغير المضمونين مع تخفيض كلفة هذه الادوية التي كانت تدفعها الوزارة اما من خلال التفاوض مع الجهات المعنية او اللجوء الى ادوية «الجنريك».
يضاف الى كل ذلك ينتظر ان يعكف وزير الصحة في مرحلة قريبة الى اعداد تصور متكامل حول احداث تغيير في مجالس ادارة عدد من المستشفيات الحكومية كما انه اخضع الى توظيف في هذه المستشفيات الى مباريات يجريها مجلس الخدمة المدنية