السيد حسن نصر الله: يدنا وخياراتنا مفتوحة وعندما يكون هناك إجراء بحاجة إلى رد فعل سيكون هناك رد فعل مناسب

لفت الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمة له بمناسبة "يوم الجريح المقاوم" إلى أنه "بعد انتصار الثورة الاسلامية اتخذ هذا اليوم يوما للحرس، يوما لحرس الثورة الاسلامية في إيران، اعلن هذا اليوم يوما للجريح المقاوم،الجرحى الذين أصيبوا ونذفوا وقدموا أجزاء من أجسادهم، اتخذ هذا اليوم يوما للأسير، الاسرى الذين كانوا وما زالوا في السجون وما زال هناك الكثير من الاسرى في السجون".

وخاطب الجرحى الحاضرين قائلا: "أنتم الشهود الاحياء، على ان ما ننعم به اليوم في لبنان من انجازات وانتصارات وأمن وسلام داخلي وقوة ردع، واستقرار يعود إلى درجة كبيرة جدا إلى تضحياتكم، هذه الانجازات التي تحققت في لبنان ليس من فضل ولا من عطاءات الاميركيين، أو حلفاء أميركا أو أدوات أميركا بل نرى ونجد عند قدر كل شهيد عسكري أو مدني في لبنان".

أضاف: "ما عندنا من أمن وسلام صنعه شهداؤنا وأسرانا وجرحانا ولا يحق للارهابيين الشياطين القتلى المتآمرين أن يأتوا إلى لبنان ويتحدثوا ويمنوا علينا بالاستقرار والسلام، وأنتم أيها الجرحى اليوم يشاهدكم الناس والعالم تجددوا معنى ان جراحكم وعرق اخوانكم المجاهدين، وصبر وتحمل أهلكم وشعبكم هو الذي يقدم للبنان وللمنطقة هذا الامن والاستقرار".

وتابع نصر الله: "أميركا ليست داعمة للارهاب فقط، الادارة الأميركية هي ارهابية، عقلها ارهابي، وممارستها ارهابية، ونحن نقف بوجه هذا الارهابي الذي كان من أعظم تجلياته المجزرة في هيروشيما وصولا إلى اليوم".

وقال:" أميركا تذل أمة بكاملها من أجل اسرائيل وتصنع الجماعات الارهابية وتقدم لها كل التسهيلات ثم تأتي وتصنف المدافعين عن الارض والمقدسات والاعراض بأنهم ارهابيون، هذه قمة الوقاحة وقمة الحماقة واليوم نشهد على شاهد جيد من قمة الوقاحة الأميركية، يأتي لتصنيف حرس الثورة بإرهابيين ويضعهم على لائحة التنظيمات الارهابية، أن يأتي إلى مؤسسة عسكرية رسمية في دولة معترف بها بالعالم ويصنفها بأنها ارهابية، هذه سابقة".

وأكد أن "الحرس مؤسسة جهادية وعظيمة وبطبيعة الحال عندما يتخذ بحقها هذا القرار كل شرفاء العالم يكون لديهم شعورا خاصا، نحن ندين ونستنكر ونقبح هذا القرار ونقف إلى جانب اخواننا وأحبائنا ونعلن الاعتراف بفضلهم الكبير والعظيم في الدفاع عن الاسلام والأمة وعن المقدسات وشعوب المنطقة وليس فقط عن الشعب الإيراني بل عن شعوب المنطقة ومقدساتها".

وشدد على أنه "من واجبنا ان نقف معهم وإلى جانبهم وأن نعبر عن هذا الموقف، اليوم برأيي هذه خطوة طبيعية من هذا الشيطان الأكبر، يريدون اعادة صياغة الشرق الاوسط بطريقة جديدة وساعدتهم أدواتهم في المنطقة لكن ما حصل ان شعوبنا وبعض الشعوب وقفت بوجه هذ المشروع وألحقت به الهزيمة، نحن لا نشعر اننا ضعفاء ووضعنا على لائحة الارهاب دليل على اننا أقوياء، لو كنا عاجزين عن مواجهة مشاريعهم لما وضعوا قيودا علينا".

وإعتبر أن "ما يجري شيء طبيعي ويجب ان ننظر إليه على انه شيء طبيعي، اليوم أتوا في خطوة غير مسبوقة ليضعوا الحرس الثوري الإيراني في لائحة الارهاب لأنه في موقع مركزي وهو الأقوى والاهم والاشد تأثيرا، هذا يعبر عن خيبة الرئيس الاميركي دونالد ترامب وخيبة الأميركيين".

وقال: "لكل الذين يراهنون على الاجراءات الأميركية نقول، صحيح نحن حتى الآن أمام لوائح الارهاب نكتفي بالادانة والتنديد والصبر وشد الاحزمة بادارة الوضع، لكن هذا لا يعني اننا لا نملك أوراق قوة مهمة وأساسية ولا أتحدث فقط عن "حزب الله" بل عن محور المقاومة، نملك الكثير من عناصر القوة لكن هذه ليست سياسة دائمة وثابتة هناك بعض الاعمال التي يقدم عليها الأميركي، من يقول انها ستبقى من دون رد فعل، أنتم مخطئون عندما يشعر اي فصيل أو جزء من محور المقاومة ان هناك وضعا خطيرا ما يتهددنا ويتهدد شعبنا وقضايانا الرئيسية ومن قال أننا سنكتفي بالاستنكار".

وأكد أنه "من حقنا ومن واجبنا الاخلاقي ان نواجه كل أولئك الذين يمكن باجراءاتهم ان يهددوا شعبنا او بلدنا أو مقاومتنا ولكن بطبيعة الحال يدنا مفتوحة وخياراتنا مفتوحة لكن في الوقت المناسب عندما يكون هناك اجراء بحاجة إلى رد فعل سيكون هناك رد فعل مناسب".

وقال "نعبر عن خالص مشاعرنا إلى جانب أهلنا والشعب الإيراني الشريف وما يفعله الإيرانيون اليوم قدوة ونموذج إنساني وأخلاقي في مقابل الوحشية الانسانية الأميركية، أميركا التي تمنع المساعدات من الوصول إلى اليمن وتمنع الإيرانيين في الخارج من إرسال الأموال إلى عائلاتهم".

وفي موضوع اليمن قال: "دخلنا في السنة الخامسة للعدوان الأميركي السعودي البريطاني على اهل اليمن وشعب اليمن، سنوات مضت على هذه الحرب وهناك مشهدين، مشهد العدوان والمجازر والقتل والارهاب، جيش بجيوش وامكانات هائلة واتهامات طويلة في المقابل شعب محاصر يقاتل ويصمد، بعد 4 سنوات من الحرب وبدء العام الخامس والاخوة في اليمن صامدون وازدادوا قوة، بالاصل عندما بدأت "عاصفة الحزم" كان هناك رهان انه إذا استطاع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو القيادة السعودية ان تحسم المعركة خلال اسابيع قليلة، لو هزم اليمنيون ماذا كان سيحصل لو انتصرت السعودية في اليمن خلال اسابيع أو أشهر؟ ومن كان سيدفع ثمن انتصار بن سلمان في اليمن هو الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطنية لأن السعودية غارقة في موضوع تصفية القضية الفلسطينية وتسويتها لصالح اسرائيل".

وأشار نصرالله إلى أنه "كان سيقدم هذا النصر بشكل مضلل وبشكل مضخم وسيقدم هذا الرجل كقائد للأمة العربية. هزيمة السعودية على ايدي الجيش واللجان الشعبية في اليمن هو اليوم يحمي القدس وفلسطين وكل ارض عربية ما زالت تحت الاحتلال ويهبها ترامب للاسرائيليين والصهاينة، وأضيف اليوم ان هؤلاء المظلومين في اليمن هم في النتيجة أيضا يقاتلون ويدافعون من أجل ان يبقى بعض الكرامة لحكومات وشعوب دول الخليج بالاضافة إلى ان هؤلاء اليمنيين يدافعون عن اعراضهم وأرضهم".

وعن الانتخابات الاسرائيلية، قال: "الآن بعد الانتخابات الاسرائيلية وعلى الارجح بنيامين نتانياهو سيعود إلى تشكيل حكومة يمينية صهيونية، نحن أمام مرحلة جديدة في العلاقة بين ترامب ونتنياهو، وترامب يقدم الهدايا لنتنياهو، سنكون أمام استحقاق كبير يتعلق بحدودنا البرية والبحرية. القلق الذي أبداه بعض المسؤولين على مصير تلال شبعا هو قلق صحيح لكن المسألة ترتبط بارادتنا الوطنية وليس بارادة ترامب".

اضاف: "طبعا أمام المستجدات وبعد زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التي لم تؤد إلى نتائج، السياسة الأميركية التحريضية مستمرة لبث الفتنة في لبنان، نحن لسنا في حالة تراجع وصعودنا يثير قلق ترامب، ولا معطى جدي عن فرض عقوبات على اصدقاء لنا ويبدو ان هناك لبنانيين في واشنطن يعملون بهذا الاتجاه".

وأشار إلى أنه "يجب أن يعرف اللبنانيون ان مصلحتهم في التضامن وعدم الاستماع للتحريض الأميركي الذي دمر بلدانا حولنا، وأطلب من الشعب اللبناني عند سماع ترامب وبومبيو أن يستحضروا أمام أعينهم الدول التي دمرها التدخل الأميركي والاسرائيلي والتي حطمها التآمر الأميركي الاسرائيلي وبعض المال الخليجي".

ولفت الى ان "هناك لبنانيون بواشنطن يعملون بإتجاه وضع أصدقاء وحلفاء "حزب الله" على لائحة الارهاب"، مشيرا إلى أن "اللبنانيين يجب ان يحسموا خياراتهم، وأضم صوتي إلى صوت رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي صدح في الدوحة أمام برلمانيي العالم ليقول الحق بصوت مرتفع ويدل الجميع على طريق الخلاص وهو الوحدة والمقاومة، وعندما نأتي إلى لبنان الطريق هو الوحدة والمقاومة إذا كنا نريده أن يبقى حرا مستقلا ومزدهرا