بسبب موقف سيارة، قُتل الطبيب الشاب «محمود» طعنا بالسكين... حاول حماية اخيه، فرحل قبل وصوله إلى عيادته !!!

كان متوجهاً إلى عيادته حين خرج من منزله ليجد شقيقه يتعارك مع شبان بسبب ركن سيارة وسط الطريق، حاول ابعادهم عنه، وإذ بطعنة سكين تصيبه في صدره، سقط ارضا غارقا بدمائه، قبل ان ينقل الى المستشفى ويلفظ آخر انفاسه... هو طبيب الاسنان محمود خليف الشاب الذي دفع حياته بعد ظهر أمس في بلدة بر الياس.

طعنة غدر

عند الساعة الرابعة من يوم امس كان الطبيب سليمان شقيق طبيب الاسنان محمود خارجاً بسيارته من منزله، واذ به كما قال لـ"النهار": "يجد سيارة مركونة منتصف الطريق على بعد امتار من بيتي، تعود لامرأة قصدت السوبرماركت لشراء حاجيات، طلب منها ازاحتها، واذ بشاب من آل صالح لا علاقة له بالموضوع يفتعل اشكالاً معي، لا بل أحضر عدداً من اصدقائه وبدأوا بضربي، في هذا الوقت صودف خروج محمود قاصداً عيادته في مستشفى الهلال، حاول ابعاد المعتدين، غدره احدهم وطعنه بسكين في صدره، تم نقله الى مستشفى المياس، قاوم نحو نصف ساعة قبل ان يطبق عينيه الى الابد".

نهاية مأسوية

انتهت حياة ابن التاسعة والعشرين ربيعاً في غفلة قاتلة، لفظ آخر انفاسه بعد مسيرة قصيرة في الحياة، ولفت سليمان إلى انه "لم تمضِ اربعة اشهر على فقداننا شقيقتي في مرض السرطان، حتى كان الموت بانتظار شقيقي في إشكال مأسوي لا علاقة له به ملتحقا بوالدته التي فارقتنا منذ نحو الثلاث سنوات ونصف السنة". واضاف "لا اعلم بالتحديد من طعن محمود، ففي هذه الاثناء كنت ممداً على الارض اتلقى الضربات من مجموعة الشبان التي شاركت في الاشكال"، لافتاً الى ان "مخفر شتورا فتح تحقيقا بالقضية، لم نطلع حتى الساعة ما إذا تم توقيف اي من المعتدين، لكن ما هو اكيد ان مغادرة لبنان اصبحت اولوية بالنسبة لنا، فحقوق من يحملون الجنسية الفلسطينية مهدورة فيه، فما ذنب شقيقي ان يخسر حياته على يد اشخاص يعتقدون انفسهم انهم الاقوى كونهم ابناء البلد".

تحقيق مفتوح

"حتى الان لم يتم توقيف اي من المشاركين في الاشكال الذي راح ضحيته محمود" بحسب ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار"، متابعاً "التحقيق مفتوح والعمل جار لتوقيف المتورطين". اليوم سيوارى محمود الثرى، سيلتحف التراب، بعدما امضى سنوات على الارض عرف خلالها باجتهاده، وتكريس وقته للدراسة والعمل، ولفت سليمان الى انه "ما حصل كابوس سيرافقني ما حييت، اذ كيف لي ان انسى فقداني لاغلى الناس على قلبي خلال دفاعه عني"؟!




المصدر : النهار-اسرار شبارو